جدل أميركي بسبب حذف مشهد يتعرض للإسلام من مسلسل «ساوث بارك»

مبتكرا العمل ينتقمان من شبكة «كوميدي سنترال» على طريقتهما

TT

بعد ان منعا من استخدام رسم للنبي محمد (عليه الصلاة والسلام)، وجه مبتكرا سلسلة «ساوث بارك» الكارتونية الكوميدية ريشهما صوب القائمين على شبكة «كوميدي سينترال» التلفزيونية في أحدث حلقة من المسلسل متهمة اياهم بالنفاق. وما حدث هو مبتكرا العمل، مات ستون وتيري باركر، ارادا تضمين احدى الحلقات بموقف على خلفية «ازمة الكاريكتير» التي فجرتها ردود الفعل المستنكرة للرسم الكاريكاتوري الذي نشرته صحيفته «يولاند بوستن» الدنماركية قبل أشهر. وتضمنت الحلقة مشهدا يحوي رسما متحركا للنبي محمد، الا ان القائمين على القناة قاموا بحذفه لدى البث. «الشرق الأوسط» اتصلت بستيف الباني، المتحدث باسم »كوميدي سنترال« في نيويورك، الذي قال تعقيبا على قرار المحطة عدم بث المشهد »في ضوء الأحداث العالمية الأخيرة، نعتقد اننا فعلنا الأمر الصائب». إلا أن ألباني رفض الخوض في المزيد من التفاصيل مضيفا «هذا هو موقفنا المعلن ونتمسك في عدم اضافة أي تعليق». الجدير بالذكر هو أن موسوعة «ويكيبيديا» الإلكترونية تشير في صفحتها الخاصة بمسلسل «ساوث بارك» الى ان رسمة النبي محمد سبق وان استخدمت في المسلسل، وتحديدا في الـ«جنريك» الخاص بافتتاحية الموسم العاشر من العمل، وفي حلقة بثت يوم 4 يوليو 2001، وتضيف الموسوعة انه «في ذلك الوقت لم يكن هناك جدل مسبق حول السخرية من النبي محمد». أما بخصوص الحلقة التي ينتقد فيها مبتكرو «ساوث بارك» القائمين على شبكة «كوميدي سنترال»، فبحسب ما ذكرت وكالة (أ.ب) فهي تحوي قصة مستواحاة لما يفترض انه حصل في الواقع، فتقوم احدى الشخصيات بمحاولة اقناع مسؤول عن قناة «فوكس» التلفزيونية لبث حلقة من مسلسل «فاملي غاي» تحوي صورا للنبي محمد، ويقوم المسؤول بتلاوة خطبة عن الحريات وضرورة الدفاع عنها، لكنه في النهاية يحذف المشهد، ليكتب على الشاشة فجأة «رفضت قناة كوميدي سنترال بث صورة للنبي محمد». وتتضمن الحلقة فيما بعد رسوما للسيد المسيح وهو يقضي حاجته على العلم الأميركي والرئيس جورج بوش، بحسب وكالة «أ. ب»، وذلك في الحلقة المتزامنة مع موسم عيد الفصح الحالي. ولم تتمكن «الشرق الأوسط» من الوصول الى أي من مات ستون او تيري باركر حتى وقت اعداد هذه القصة كما لم تنقل عنهما وكالات انباء أي تعليق.

يشار إلى ان هذه ثانية قضية متعلقة بالديانات يواجهها المسلسل، فقد سبق ان اوقفت القناة ذاتها اعادة بث احدى الحلقات التي تنال من اتباع طائفة الـ«ساينتولوجي» (الكنيسة العلمية) وكان ايزاك هايس، الذي يؤدي صوت شخصية طباخ المدرسة (شيف) الاساسية في العمل، استقال بعد سنوات طويلة من عمله في المسلسل اعتراضا على هذه الحلقة. المسلسل برر غياب الشخصية بموت «شيف» وفي نعيه ذكر ان جماعة تدعى «سوبر ادفنتشر كلوب» (نادي المغامرات الخارقة) تلاعبت بافكاره وحولته الى متحرش جنسي بالأطفال. يذكر أن مسلسل «ساوث بارك» هو من اكثر الاعمال الكرتونية نجاحا، الى جانب مسلسل «ذا سمبسونز» الشهير، وهو يبث على «كوميدي سنترال» منذ العام 1997. وأخيرا حظي المسلسل بجائزة «بيابودي»، وهي جائزة دولية سنوية تمنح لافضل الاعامل في مجالي البث التلفزيوني والإذاعي منذ 1940. وهي تدار من قبل كلية هنري جاي غرادي للصحافة والاعلام في جامعة جورجيا. وكان مات ستون وتيري باركر نفذا فيلما كرتونيا سينمائيا مبني على شخصيات المسلسل عام 1999، ويتضمن مشاهد تظهر الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين يتقاسم الفراش ويقيم علاقة عاطفية مع الشيطان إبليس. وللثنائي فيلم آخر يعتمد على الدمى المتحركة هو «تيم أميركا» (عام 2004) المستوحى من احداث الحرب على الارهاب ويتضمن دمى لكل من الرئيس جورج بوش وأسامة بن لادن والرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ ايل.