يوميات إلكترونية تعرف القراء على مدن في كافة أرجاء العالم

«صورة لندن اليومية» تعدك بصورة جديدة 365 يوما في السنة

TT

لمن يحب التصوير، والتعرف على مدن جديدة، او العودة الى مدن زارها سابقاً، بالإضافة الى الاطلاع على نظرة الآخرين الى هذه المدن وما يجلب انتباههم، توجد ثروة هائلة من صور تقليدية وغير تقليدية لمدن تمتد من برشلونة الاسبانية الى كوالالمبور الماليزية، وتأتي هذه اللوحات عن المدن في شكل صور يلتقطها هواة يومياً ويضعونها على مواقع خاصة بهم وبمدنهم، ومن ابرز هذه المواقع التي انتشرت عشوائياً موقع «صورة لندن اليومية» التي بدأها هاميلتون بريام والتي تعد زائر موقعه بصورة جديدة يومياً عن العاصمة البريطانية. وعلى الرغم من خبرته البسيطة في مجال الإنترنت والكومبيوتر، أسس بريام موقعاً خاصاً له على شكل «بلوغ» ـ وهو موقع للمدونات اليومية ـ وأخذ ينشر صوراً يلتقطها يومياً باستخدام كاميرا «ديجيتال». وشرح بريام لـ«الشرق الأوسط»: «اردت دمج التصوير مع تغطية احداث بسيطة في مدينتي وهذا ما اسعى اليه». ويمزج بريام احداث مثل بدء موسم الربيع في لندن بعبارة بسيطة والتقاط صورة لاحد شوارع العاصمة ليوصل الى قراء حول العالم لقطة من حياة لندن... ويذهب الى مواقع مماثلة «شقيقة» ليرى ماذا يحدث في اركان اخرى حول العالم. وأضاف: «شعرت بالإلهام عندما عثرت على موقع صورة باريس اليومية وقررت ان افعل الشيء ذاته».

وبعد تعلمه خطوات تأسيس موقع خاص به، تفاجئ بتردد آلاف الزوار الى موقعه، ومراسلته، وقال: «الحافز للاستمرار بالتقاط صورة يومية وابتكار افكار جديدة يأتي من تردد زوار الموقع وشعور بأنني مصور قادر، حتى ان كنت هاويا»، الا انه لفت الى بعض الصعوبات بتقديم صورة يومية مع متطلبات وظيفة وحياة شخصية، الا انه يصر على الالتزام بالصور اليومية حتى لا يفقد المترددين على موقعه منذ نوفمبر (تشرين الثاني) العام الماضي. وتنجح مواقع «البلوغ» المختصة بالصور بدمج مناظر يومية عن مدينة ما مع لقطات من حياة سكانها، لتروي قصص مدن قد تبعد آلاف الاميال عن متصفحي صفحات الإنترنت، كما ان هذه الظاهرة، كغيرها من مواقع «البلوغ» للمدونات اليومية لكل من يمتلك جهاز كومبيوتر واتصال بشبكة الإنترنت، تساعد على ترابط آلاف، ان لم تكن الملايين، من الغرباء ببعضهم البعض. ويروي موقع «صورة باريس اليومية» التي انشأها ليبدأ صرعه في عالم الإنترنت، قصة لقاء مؤسس الموقع اريك بسيدة اميركية تابعت الموقع منذ اطلاقه شهر فبراير (شباط) من العام الماضي، لتزوره بمدينته ولتتعرف على العاصمة الفرنسية من خلال لقائه بعدما تعرفت عليها من خلال يومياته الإلكترونية.

وعلى الرغم من وجود أكثر من 40 موقعا لمحبي مدن مثل جاكارتا الاندونيسية وفانكوفر الكندية، الا انه لا يوجد موقع واحد لمدينة عربية. وإنشاء مثل هذه المواقع يتطلب الخيال الواسع بعض الشيء، المواصلة والقدرة على انتقاء الجمال من ابسط مظاهر الحياة التي قد ينساها المرء في حياته اليومية بعدما يعتاد على الظواهر التقليدية لمدينته، والتي تكون في غاية التجدد للغريب عليها.

وشدد بريام على سهولة تأسيس موقع «بلوغ» لمن يرغب بذلك، الى لدرجة انه انشأ موقعا خاصا يساعد المبتدأ على ذلك ـ والموقع : http://howtophotoblog.blogspot.com