«ديزرت صن رايز» مسرحية تحمل بصيصا من الأمل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني

TT

رجلان يمضيان ساعات طويلة في مكان واسع ومهجور ويقتلان الوقت باللقاء والنكت والقصص والمشاحنة. مشهد يكاد يكون مأخوذا من مسرحية «في انتظار جودو» لصمويل بيكيت الا اننا هنا لا نرى الطريق الريفي او الشجرة التي انتظر تحتها الرجلان في مسرحية بيكيت، وبدلا من ذلك نجد انفسنا في واد في الصحراء او واد في الضفة الغربية ونجد ان الرجلين أحدهما مجند اسرائيلي والاخر راعي اغنام فلسطيني.

مسرحية «ديزرت صن رايز» (شروق الشمس في الصحراء) للمخرجة ميشا شولمان التي اعدتها لمسرح نيو سيتي تحمل لمحات من التراجيكوميديا تماما مثل مسرحية بيكيت. في بداية لقاء المجند الاسرائيلي تساحي والفلسطيني اسماعيل يسيطر الخوف على الموقف ولكن بعد دخول الليل يبدآن في تبادل الحكايات الشخصية فيحكي تساحي عن فشل قصة حب بينما يحكي اسماعيل عن انتظاره لفتاة احلامه.

وعندما تصل ليلى، الحبيبة السابقة لتساحي، يبدأ الموقف بين الثلاثة في اكتشاف ابعاد جديدة وان كانت تبدأ بعد فترة من الزمن في مشاركتهما الاحساس بالخوف والرعب الذي يلف حياتهما اليومية.

ومن خلال الموسيقى وغناء الكورس تكتمل اركان العمل خاصة مع استخدام انغام العود والجيتار والرقصات التي صممتها داليا كاريلا.

ويبدو ان «جودو» او الغائب المنتظر الذي لا يحضر ابدا في هذه المسرحية هو السلام. وعبر التركيز على الرعاة والجنود والفتيات يحاول المخرج ان يطرح فكرة ان تاريخ المنطقة والصراعات السياسية فيها اعقد مما يتخيل الكثيرون رغم كل محاولات التبسيط. ورغم ان نهاية المسرحية يغلب عليها التشاؤم الا انة المشاهد لا يملك الا الاحساس بأن «ديزرت صن رايز» تحمل بصيصا من الامل.

* خدمة «نيويورك تايمز»