أيهما تفضل: الكتاب أم الفيلم؟

يعرف الناس مارلون براندو في «العراب» أكثر مما يعرفون مؤلف الرواية

TT

هناك علاقة خاصة بين السينما والرواية، فكلاسيكيات السينما مأخوذة من روايات معروفة، بل وربما تغني السينما عن الكتاب، فكثير من الناس قد لا يقرأون الكتاب ولكنهم يشاهدون الفيلم وربما يقرأون الكتاب بعد ذلك. فمثلا ربما لا يعرف الكثيرون ما كتبه ماريو بوزو في «العراب» ولكنهم بالتأكيد يعرفون تقريبا كل كلمة قالها مارلون براندو في الفيلم. وفي بعض الاحيان لا يشترك الكتاب والفيلم الا في العنوان فتكون المعالجة السينمائية مختلفة تماما عن الكتاب مثل فيلم «تحت شمس توسكاني» الذي نال شعبية كبيرة كفيلم بل ومنح الكتاب شعبية ايضا رغم اختلاف المضمون بينهما.

ومن اللافت للنظر ان بعض الكتب تنجح نجاحا ساحقا يجعل شركات انتاج الافلام تفرد ميزانيات ضخمة لإصدار النسخة السينمائية منها. فكتاب جي.كي. راولينج الذي بلغ معدلات عالية في المبيعات التقطته شركات الافلام بعد ذلك لتكون ثنائية ناجحة بين الكتاب والفيلم.

ويبدو ان السينما قد تمنح الكتاب الشهرة او تزيدها ولكنها ايضا تمنح الشخصيات الرئيسية في الروايات الشهرة ايضا. فكتاب «الفتاة ذات القرط اللؤلؤي» عند تحوله الى فيلم سينمائي ناجح اثار موجة من الاهتمام باللوحة موضوع الفيلم، والفنان فيرمير مبدع اللوحة. واصبح هناك اهتمام بعالمه الفني ولوحاته الاخرى. وفي احدث مثال لهذا التضافر كتاب «شفرة دافنشي» لدان براون الذي نال شهرة كبيرة واثار موجة من الاهتمام بليوناردو دافنشي وهنا دخلت السينما لتزيد هذه الشهرة بتحويلها لصورة مرئية تملك من التأثير ما يؤهلها للوصول الى جماهير اكبر. والمتتبع لحركة المعارض في لندن يلحظ الاهتمام الذي حظي به معرض للفنان يقام في شهر سبتمبر القادم والدعاية المكثفة له التي بدأت من شهر ابريل لتستفيد من الدعاية للفيلم المأخوذ عن القصة والذي يعرض في شهر مايو.

وفي عالم السينما قد تكون المعالجة السينمائية لكتاب افضل من الكتاب او اكثر تأثيرا، وبالتأكيد فالمشاهدون يذكرون الافلام اكثر من الكتب. ولمعرفة افضل الافلام المأخوذة من كتب قررت صحيفة الغارديان اخذ رأي قرائها في افضل 50 فيلما مقتبسة من كتب واعد اخصائيون استعانت بهم الجريدة قائمة بالأفلام سيقوم القراء بالتصويت عليها. وتضم القائمة افلاما مثل «افطار في تيفاني» المقتبس من قصة قصيرة لترومان كابوتي ومن بطولة اودري هيبورن، «دكتور زيفاجو» للكاتب الروسي بوريس باسترناك، «قلب الظلام» للكاتب الانجليزي جوزيف كونراد و«1984» لجورج اورويل.