بهجت جعجع فنان يبتكر متحفاً من «نوع آخر»

يحول الأغصان المكسورة إلى لوحات فنية

TT

يفاجأ الداخل الى هذا المكان بتهافت السياح العرب والأجانب على شراء التحف الفنية التي يجسدها الفنان اللبناني بهجت جعجع عبر إعادة احياء أغصان الأشجار وجعلها تحفة فنية فريدة.

هذا الفنان الذي جسدت أنامله أروع الأعمال المنحوتة على الخشب، اكتسب هذا الفن من أبيه الساكن في منطقة بشري في شمال لبنان والذي سعى لتعليم ابنه فن الحفر على الخشب حتى أصبح بهجت منذ عام 1966 يحفر بتقنية عالية وفريدة، فأضحت أعماله تتميز بنفحة خاصة خولته المشاركة في معارض عدة، نذكر منها ضبيه، سورية.... هذا الفن يتطلب ثقافة واسعة يتقنها صاحب المهنة إضافة الى الروح الفنية التي تخوله ابتكار أشكال متنوعة لا يجد الزائر لها مثيلاً ، فكل قطعة تختلف عن الأخرى سواء بحجمها او شكلها.

وإن قطع الخشب التي يستخدمها جعجع في ابتكار حرفته هي من أغصان الأشجار المكسرة والمنتشرة في أرجاء غابة الأرز في بشري بسبب الثلوج والعواصف المؤدية الى تحطم بعض من اجزاء الأغصان، والاستفادة منها تعمد لجنة اصدقاء غابة الأرز المسؤولة عن غابة أرز ـ لبنان ـ بشري الى بيعها بغية توفير الإمكانات اللازمة للمحافظة والاهتمام بهذه الثروة الحرجية. وقال جعجع «اشتري جذوع الأشجار المهملة والمرمية على الأرض لأحولها بعد مدة وجيزة الى تحف فنية تعرض في المنازل والمكاتب كما يمكن اهداؤها الى الأصدقاء أو المغتربين». وأضاف: «استخدم خشب الأرز كونه يتميز بتاريخ مجيد وخصائص فريدة من نوعها، وارتكز عليه في الحرفيات التي أصنعها لأن أهميته تبرز في صموده الطويل وعدم تعرضه للتشقق فضلا عن رائحته الشذية ومقاومته للحشرات الفتاكة، كما استعمل من وقت الى آخر خشب الزيتون لما يحمل من تموجات احتاج اليها في بعض الأعمال». يبدأ جعجع أولا بوضع الأغصان مدة من الزمن في مكان مخصص لها لسحب المياه منها ولتصبح جاهزة للقطع، فيعمل على تحديد الأشكال وتقسيمها الى احجام مختلفة، وقال: «بعد الانتهاء من الحفر أو الرسم أو الكتابة استخدم القلم الناري لحرق الخشب ولإظهار زخرفة العمل ومن ثم استعمل مادة الفرنيش وذلك للمحافظة على القطعة. وتابع قائلا: «معظم الناس يهتمون بشكل كبير بهذه الأعمال الحرفية ولا سيما المغتربون اللبنانيون فيتسابقون على شراء الأرزة اللبنانية المصنوعة بأشكال عدة كونها تشكل رمز الوطن، فيما يهتم السائح العربي بالأعمال الدينية، ويلفتهم غلاف للمصحف الشريف مصنوع من خشب الأرز، والآيات الكريمة المحفورة على لوحات خشبية والدعاءات واسماء الله الحسنى اضافة الى الحكم التاريخية، أما السائح الأجنبي فيدهش امام الأحرف العربية فيطلب كتابة اسمه باللغة العربية وبلغة اجنبية وطبعا على خشب الأرز ليتركها ذكرى من بلد قام بزيارته يوما، كما أن معظم السياح يشترون خريطة لبنان وفي محاذاتها الأرزة لعرضها في منازلهم .