قفطان 2006.. قصة مغربية بخيوط من ذهب

TT

محبو الموضة، وبالذات القفطان المغربي، على موعد يوم السادس من مايو (أيار) الحالي في مراكش الحمراء، مع العرض السنوي للأزياء «قفطان 2006»، وهو الحدث الذي بدأ يعرف إقبالا كبيرا من قبل وسائل الإعلام والمصممين الذين يعتبرونه بمثابة بوابة لتعريف الناس بإبداعاتهم وابتكاراتهم في الزي المغربي الأصيل. لذلك ليس غريبا ان يتحول هذا الحدث، منذ أول ظهور له في عام 1996، ونتيجة للنجاح الساحق الذي حققه على المستويين المحلي والعالمي، إلى موعد يترقبه المهتمون بالموضة والعامة الذين شبوا وكبروا على هذا الزي المتجذر في الثقافة المغربية، وذلك عبر النقل المباشر لفعالياته عبر شاشات تلفزيون القناة الأولى، و«فاشن تي.في» (شريكة في الحدث) و«روتانا».

وأقل ما يمكن أن يقال عنه انه بمثابة عرس يجمع بين عدة مبدعين للخياطة الرفيعة من المغرب والوطن العربي إلى جانب مشاركات أجنبية، كل واحد منهم يروي قصته بأسلوبه الخاص، ويحكيها بالأقمشة المترفة وخيوط القيطان والذهب وغيرها، المهم ان تدور أحداثها حول القفطان وأسراره المثيرة. ورغم عمر هذا الحدث الغض، إلا انه اكتسب في السنوات الاخيرة بعدا إنسانيا إلى جانب البعد الإبداعي، بفضل مساندة مجلة «نساء المغرب» Femmes du Maroc، التي تلعب دور نقابة الخياطة الرفيعة في باريس لهدا الحدث، وتعتبر أول مجلة تفتح حوارا مع نساء المغرب عبر خط تحريري واضح المعالم. للسنة السادسة على التوالي كثفت المجلة جهودها مع «قفطان» لمساندة لجنة دعم تعليم الفتيات القرويات من خلال تطبيق برنامج «منحة من أجل النجاح»، من منطلق أن تعليم الفتيات وتثقيفهن حق من حقوقهن إذا كان ينتظر منهن مواجهة التحديات والمشاركة في البناء، وليس هناك أفضل من زي في عراقة القفطان لكي يوصل هذه الرسالة. فهو من جهة جزءا لا يتجزأ من الحياة اليومية للمرأة المغربية، من جهة ثانية سفيرا قويا إلى العالم الخارجي، بدليل أن أفراد الأسرة المالكة لا يمكن ان يستغنين عنه بأي شيء آخر في المناسبات الرسمية. هذا عدا أنه أوحى لكبار المصممين، الفرنسيين على وجه الخصوص، بتصاميم رائعة مثل الترجمة التي نفذها إيف سان لوران وبيير بالمان وجون بول غوتييه. مع العلم ان هذا الأخير كانت له مشاركة ناجحة في هذا الحدث منذ حوالي ست سنوات تقريبا، بتصميم حرص فيه على أساسيات هذا الزي التقليدية وطعمه بلمساته الإبداعية المعروفة. عن مشاركته قال: «ما راق لي هو ذلك الإحساس الذي يخلقه الجانب التقليدي للزي المغربي، وكذا مهارة الصناع التقليديين وحرفيتهم العالمية، وهذا ما احترمته لأنه في غاية الروعة، كل ما قمت به هو أني أضفت عليه لمسات عصرية». تجدر الإشارة أيضا إلى ان هذا الحدث اكتسب عالمية من خلال مشاركة وجوه معروفة أخرى نذكر منها عارضات من حجم كارين مولدر وإيستيل لوفيبير وغيرهما. وينتظر هذه السنة مشاركة 30 عارضة أزياء من المغرب وفرنسا ولبنان وحضور أكثر من ألف شخص، وتحف رائعة تتراقص على نغمات التاريخ القديم والحديث وعلى أقمشة مترفة وتصاميم رائعة تدغدغ الخيال وتسر العين.