مصر تقاضي متحف «سانت لويس» الأميركي وتطلب استعارة «نفرتيتي» من برلين

ما بين استعارة ومحاولة استعادة الآثار المصرية

TT

أعلن الدكتور زاهي حواس أمين المجلس الأعلى للآثار المصري، أنه سوف يتخذ كافة الإجراءات القانونية لاسترداد قناع «كا نفر نفر» من متحف سانت لويس الأميركي، وذلك بعد مراوغة المتحف في إعادة القناع الذي طالب به المجلس الأعلى للآثار وإدلاء المسؤولين فيه بمعلومات خاطئة للصحافة والإعلام، أكدوا من خلالها أن القناع حصل عليه عالم الآثار المصري زكريا غنيم من حفائر قام بها عام 1953 بمنطقة الهرم الناقص بسقارة عن طريق القسمة، وهو مبدأ سمح به للبعثات الأجنبية فقط، ولم يكن مسموحاً به للأثريين المصريين، حيث لا يمكن لأي مكتشف مصري الحصول على ما قام باكتشافه من حفائر.

وأضاف حواس خلال مؤتمر صحافي عقده في مكتبه ظهر أمس (الثلاثاء)، أنه منح متحف سانت لويس مهلة لإعادة القناع لمصر، كانت نهايتها أمس، إلا أن المتحف لم يستجب مما اضطره لتقديم بلاغ للنائب العام المصري المستشار ماهر عبد الواحد لعمل إنابة قضائية في أسرع وقت وإخطار شرطة الانتربول والإدارة المسؤولة بالحكومة الأميركية لمساعدة مصر على استعادة القناع الذي سرق وخرج من مصر بطريقة غير شرعية في أواخر الخمسينات.

وأكد حواس، أنه قام بإرسال ملف كامل عن القناع إلى متحف سانت لويس، به الأدلة التي تؤكد امتلاك مصر له وحقها في استعادته، وأنه كان مدونا في المتحف المصري حتى يونيو (حزيران) عام 1959، إلا أنه سرق من المتحف بطريقة غامضة.

يذكر أن التمثال لسيدة شابة تدعى «كا نفر نفر»، تنتمي لعصر الدولة الحديثة من الأسرة 19 وهو في حالة جيدة من الحفظ، وترتدي فيه السيدة باروكة يتدلى منها أربع خصلات لولبية، وحول الرأس عصابة مغطاة برقائق ذهبية تتدلى من إحداها زهرة اللوتس، وأيدي السيدة متعارضتان على صدرها حيث تمسك بكلتا يديها تميمة خشبية للدلالة على القوة والرفاهية.

وفي برلين ستتقدم مصر خلال أيام بطلب رسمي إلى المسؤولين في متحف برلين بألمانيا، لاستعارة تمثال نفرتيتي المعروض في نفس المتحف، للمشاركة به في معرض الحفائر الأثرية، الذي سيقيمه المجلس الأعلى للآثار في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، بمناسبة مرور مائة عام على بدء العلاقات الثقافية المصرية الألمانية.

وقال الدكتور زاهي حواس في تصريحات صحافية له خلال زيارته الحالية لبرلين، على هامش إقامة معرض الآثار المصرية الغارقة إن الطلب المصري سيركز على أن تكون مدة استعارة التمثال ثلاثة اشهر، وانه لترغيب الجانب الألماني في إعارته لمصر، فإن الطلب سيتضمن إعارة مصر تمثالا للملك خفرع، ليتم عرضه في متحف برلين، والذي يعد أحد مقتنيات المتحف المصري، ويعد من حفائر الجيزة الأثرية ويعتبر من أجمل تماثيل ذلك الملك. وأضاف أن هذه الإعارة يقرها قانون حماية الآثار رقم 117 لسنة 1983 والذي يسمح بتبادل الإعارات للقطع الأثرية بين المتاحف، مشيراً إلى أنه يصعب للغاية أن تطالب مصر باسترداد مثل هذا التمثال بصورة نهائية في ظل تمسك المسؤولين الألمان بالتمثال والذي خرج في العشرينات من القرن الماضي، بعد اكتشافه في تل العمارنة بمحافظة المنيا.

وتوقع حواس أن يتم الاستجابة للمطلب المصري بعد اثارته بشكل عابر يوم الخميس الماضي عند افتتاح الرئيس حسني مبارك ونظيره الألماني هورست كوهلر معرض الآثار الغارقة في برلين، وما أثاره هذا المعرض من ردود فعل واسعة من حضور حفل الافتتاح.

وقال إن مطالبة مصر باستعارة تمثال نفرتيتي لا يعني التخلي عن حق مصر في استعادة القطع الأثرية المصرية الكبيرة المعروضة في الخارج كحجر رشيد الموجود في متحف لندن وتمثال المهندس، الذي بنى هرم الملك خوفو والقبة السماوية وهي المطالب التي تتضامن فيها المنظمات الثقافية الدولية مع مصر، باعتبارها من المطالب المشروعة.