التراث والثقافة العربية من خلال الخط

«الكلمة في الفن»

TT

ضمن موسم «الشرق الأوسط الآن» الثقافي الذي يقام في المتحف البريطاني، اطلق معرض «الكلمة في الفن»، وهو معرض للخط العربي يشارك فيه نخبة من الفنانين والخطاطين من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وذلك خلال الفترة  من 18 مايو (أيار) الى 2 سبتمبر (أيلول) 2006 ويعد أكبر تظاهرة فنية من نوعها في العالم للاحتفاء بالثقافة العربية والإسلامية. وتصور اللوحات والأعمال الفنية المعروضة لنخبة من الفنانين المعاصرين من مختلف أنحاء المنطقة، العديد من القضايا المتعلقة بالهوية والانتماء السياسي، كما تعكس التراث الفني الغني والمتنوع الذي تمتاز به المنطقة، وأهم المحطات التي مرت بها الثقافة العربية على مر التاريخ منذ نشأتها وحتى الوقت الراهن.

 ويركز المعرض على الطرق والأساليب التي يتعامل بها الفنان المعاصر مع أنواع الخط العربي، ليس بهدف عرض أشكال هذا الخط المتميز وصيغه، وإنما لأن تجميع هذه الأعمال مع بعضها بطريقة منظمة ومدروسة، والتدقيق فيما ضمنه الفنانون في هذه اللوحات يعطي فكرة واضحة عن غنى وثراء الثقافة والفن العربي والإسلامي، بالإضافة إلى معرفة تأثير التاريخ والسياسات المعاصرة على الفنان.

يشارك في المعرض 75 فناناً من مختلف دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتمثل أغلبية الأعمال الفنية المشاركة في المعرض مقتنيات المتحف البريطاني من الفن المعاصر في الشرق الأوسط.

من جانبه، أشاد نيل مغريغوري، مدير المتحف البريطاني بالدعم الذي قدمته شركة دبي القابضة لتنظيم المعرض. وقال: «يؤكد هذا المعرض المتميز الذي يعد أول حدث من نوعه في أوروبا، على ضرورة تعزيز التواصل والتفاعل بين منطقة الشرق الأوسط والعالم، بهدف الكشف عن العديد من الحقائق حول هذا الجزء الحيوي من العالم، والتي ما تزال مجهولة بالنسبة لمعظم سكان العالم». بدوره، قال فاضل العلي مدير العمليات من دبي القابضة: «نحن سعداء بمشاركتنا في تنظيم هذا المعرض بالتعاون مع مؤسسة رائدة مثل المتحف البريطاني. إننا في دبي القابضة معنيون مباشرة بتشجيع وتحفيز الابتكار والإبداع ضمن مختلف المجالات وفي كافة أنحاء المنطقة، مؤكداً أن المعرض يمثل خطوة مهمة لإطلاع العالم على مدى تميز وإبداع الفنان العربي.

يذكر ان المعرض سيضم 4 أقسام رئيسية، يحتوي الأول الذي يحمل عنوان «الخطوط المقدسة» على لوحات تركز على العلاقة بين الخط العربي والدين الإسلامي، كما تظهر الحيوية التي ما يزال يتمتع بها الخط الإسلامي حتى اليوم. ويركز هذا الجزء على الفنانين الذين يستخدمون أساليب تقليدية بصيغ جديدة، ويضم أعمالا مبدعة للفنانين أحمد مصطفى من مصر وإرل أكيافاس من إيران.

ويعرض القسم الثاني أعمالاً تحتفي بالموروث الأدبي لمنطقة الشرق الأوسط والشعر العربي والفارسي القديم والمعاصر، بالإضافة إلى أعمال الأدباء الصوفيين. ويتضمن القسم الذي يحمل عنوان «الأدب والفن» أعمالاً للفنانين حسان مسعودي من العراق، ايتيل عدنان من لبنان وعبد الله باناطور من المغرب، الذين يستخدمون طرقا جديدة ومبتكرة لتسليط الضوء على هذه الأعمال الأدبية. أما القسم الثالث «إعادة تشكيل الكلمة»، فيستعرض إنجازات المدرسة التجريدية في الخط العربي منذ منتصف القرن العشرين وحتى اليوم، حيث تتضمن اللوحات المعروضة عناصر متنوعة قديمة ومعاصرة. كما تتوزع الأحرف والكلمات بطريقة عبثية لتشكل في النهاية أنماطاً جميلة تسترعي الانتباه والتأمل. ويشارك ضمن هذا القسم الفنانون رشيد قريشي من الجزائر، فيصل سمرا من المملكة العربية السعودية وبرفيز تانافولي من إيران.

ويتضمن القسم الرابع والأخير الذي يقام تحت عنوان «الهوية، التاريخ والسياسة» أعمالاً تعكس صوراً من التاريخ، كما تجسد ردة فعل الفنان تجاه ما شهدته المنطقة خلال العقود القليلة الماضية من تجاذبات وصراعات سياسية. تتضمن الأعمال المعروضة في هذا القسم لوحات للفنانين كريم ريسان من العراق، وليد رعد وعارف ريس من لبنان وخوسراو حسن زاد من إيران. ويشمل المعرض إلى جانب لوحات الخط العربي، منحوتات للفنان العراقي المعروف ضياء العزاوي، والتي ستعرض في الساحة الرئيسية للمتحف البريطاني، إلى جانب منحوتات للفنان الإيراني برفيز تانافول.