الأناقة الأسترالية تغزو لندن

TT

الاستراليون قادمون، هذا هو الإحساس الذي ساد في اليومين الأخيرين في لندن، التي شهدت معرضا ضم إبداعات باقة شابة من المصممين الأستراليين، فيما يعتبر التجربة الثانية من هذا النوع في لندن. فنجاح التجربة الأولى في العام الماضي، وأهمية لندن كعاصمة الابتكار بكل ما تحمله الكلمة من معان، على حسب قولهم، شجعهم ان تكون من هنا انطلاقتهم إلى عوالم أخرى مثل أميركا الشمالية والشرق الأوسط. وبقدر ما كان إعجاب المصممين الحاضرين في العاصمة لندن وإشادتهم بالحرية التي تمنحها لأي مصمم مبتدئ وموهوب، بقدر ما بادلتهم هذه الأخيرة مشاعرهم، وهو ما ترجمته بحجم الاقبال على المعرض وعدد العروض التي انهالت عليهم إما لتمثيلهم أو لتخصيص محلات لبيع منتجاتهم وتقديمهم للسوق البريطاني. الجدير بالذكر ان حضورهم المكثف هذه السنة، ما هو إلا انعكاس للأهمية التي باتت الحكومة الاسترالية توليها لصناعة الموضة على اساس انها يمكن ان تدعم اقتصادها، ففي هذا العام، يمكن القول ان اسبوع الموضة في سيدني كان من أنجح ما عرفته طوال تاريخها، خصوصا بعد ان دخلت شركة «مرسيدس» التي تمول أسابيع نيويورك، لوس إنجليس، ميلانو وغيرها من العواصم، كداعم لها أيضا، مما سيجعلها لا محالة من أهم عواصم الموضة العالمية عما قريب، لكن على ما يبدو فإن مصمميها الشباب لا يريدون الاكتفاء بالسوق الأميركي او بالشرق الأقصى، بحكم جغرافيته القريبة، فأعينهم مصوبة باتجاه أوروبا ومصرون على غزو أسواقها. من أهم الأسماء التي شاركت في المعرض، المصممة الشابة أنا توماس، التي عملت في السابق مع دار «ماكسمارا» وتخاطب بازيائها شرائح الشابات والمرأة التي تحرص على أناقتها وعلى مواكبة الموضة في الوقت ذاته، إلى جانب لورانس باسكييه، وهي مصممة مبتدئة من اصول فرنسية انعكست على أسلوبها الراقي والناعم، لكن تبقى تصاميم الثنائي ماستر اند مارغريتا، هي الأكثر لفتا للأنظار، بفضل تفاصيلها الأقرب إلى الخياطة الرفيعة منها إلى الملابس الجاهزة. ما يحسب لهذا الثنائي، إلى جانب خبرتهما واحترافهما، أنهما يعيشان في الواقع ويعرفان كيف يترجمانه بجمالية، فقد قسما مجموعتهما إلى جزء خاص بالمرأة الثلاثينية وما فوق، وجزء آخر للفتيات الصغيرات، وتبريرهما أن ما تحتاجه الشريحة الأولى، أزياء تعكس نضجها الفكري والمادي. وأضافا بأنهما بعد دراسة عميقة للسوق اكتشفا أن هذه المرأة تعاني اكثر من غيرها لأن الخيارات امامها شبه محدودة، فهي محاصرة بتصاميم مخصصة لما هن فوق الستين، أي جد كلاسيكية إلى حد يصيب بالملل، أو شابة جدا لا تليق سوى بالمراهقات وصغيرات السن أو بالمتصابيات، ولا تراعي مقاييسهن الجسدية، وهذا ما شجعهما إلى توسيع رقعتهما ومخاطبة الشريحتين، وهو الأمر الذي حقق لهما نجاحا كبيرا. أما المصمم روبرتو بيروتشي، الذي أسس اسمه في عام 1988، فيقول إن تصاميمه، النسائية والرجالية على حد سواء، تخاطب من لا يتبع صرعات الموضة بطريقة عمياء، بل كل من يتذوق الجمال ويحترم الجودة، والأهم يعرف تماما الاسلوب الذي يناسبه شخصيا، وبالتالي فهو يختار ازياءه على أساس الحصول على الشعور بالرضى الذاتي وليس لاستعراضه ونيل رضى أو إعجاب الآخر. وبالفعل فإن نظرة سريعة على مجموعته تكشف أسلوبا راقيا يجمع بين الحداثة والأسلوب الكلاسيكي فيما يتعلق بطريقة حياكتها والانتباه إلى التفاصيل.