العاهل الإسباني يشيد بالحضارة العربية إسبانيا تعيد تقييم ابن خلدون

TT

ضمن احتفالات اسبانيا لهذا العام بالذكرى المئوية السادسة لوفاة العام العربي الاسلامي ابن خلدون، افتتح العاهل الاسباني الملك خوان كارلوس، معرض «ابن خلدون» في القصر الملكي «ريال الكاثار» في مدينة اشبيلية (جنوب)، ويستمر حتى يوم 30 سبتمبر (ايلول) القادم.

وأشاد العاهل الإسباني بالحضارة العربية الاندلسية، وبدور ابن خلدون فيها، وقال ان هذا المؤرخ العظيم والمفكر التونسي الاندلسي من القرن الرابع عشر الميلادي، وبنتاجاته الناصعة والامينة، مثل عمله الفريد «المقدمة»، يعتبر زهرة او خلاصة المعرفة في عصره.

يتكون المعرض، الذي كلف حوالي مليوني ونصف المليون يورو، من ثلاثة اقسام، الاول حول ابن خلدون، والثاني حول حوض البحر الابيض المتوسط، والثالث حول مدينة اشبيلية والاندلس، وضم اكثر من مائة قطعة اثرية تعكس حضارة القرن الرابع عشر الميلادي على جانبي البحر الابيض المتوسط، تم جمعها من متاحف عالمية عديدة، وتمثل في مجموعها حضارة دول البحر الابيض المتوسط في عصر ابن خلدون، ثقافيا وسياسيا واقتصاديا واجتماعيا، ومن جملة هذه التحف مخطوطات ثمينة لابن خلدون ورسائل تاريخية متبادلة بين ملوك وشخصيات ذلك العصر، ومنها رسالة موجهة من سلطان بني نصر في غرناطة الى خايمي الثاني ملك اراغون، ورسالة اخرى من السلطان الحفصي ملك تونس الى الملك الاسباني السابق ذكره، فضلا عن العديد من التحف الفنية والزخارف والكؤوس وقطع حربية، مثل خوذة السلطان ابن قلاوون وراية الجيش العربي في احدى المعارك وحامل للقرآن الكريم وتحف عديدة.

ومعلوم ان ابن خلدون (1332 ـ 1406) المولود في تونس، يعتبر ألمع شخصية ظهرت في القرن الرابع عشر الميلادي، ويمثل خلاصة الفكر الاندلسي والعربي والعالمي آنذاك، وكتب العديد من المؤلفات، ومنها تاريخ ابن خلدون، والمقدمة، وهو الكتاب الذي يعده الباحثون اعظم كتبه، وعلى اساسه يعتبر ابن خلدون مؤسس علم الاجتماع. وكان ابن خلدون قد لعب دورا ثقافيا وسياسيا مهما آنذاك وشغل منصب سفير سلطان غرناطة الى الملك بيدرو الأول ملك اشبيلية. وظل يتنقل بين الاندلس ودول البحر المتوسط، في عصر حرج جدا من تاريخ الدول العربية وفي صراعها مع الدول الاخرى.