هرير يعود إلى بيروت بمعرض للمرأة والخيل والأزهار

بعد جولات خارجية استمرت 10 سنوات

TT

افتتح الفنان اللبناني هرير معرضه في حي الصيفي بوسط بيروت، بعد غياب استمر نحو 10 سنوات، جال خلالها في السعودية والكويت والبحرين والاردن وسورية والولايات المتحدة.

وقد بدت اعماله مرتكزة على مثلث المرأة والحصان والازهار، ورغم انه نوع في استخدام الالوان النارية، وابرزها الاحمر والبرتقالي والاصفر، الا انه بدا حريصاً على التزام مذهب لوني واحد في كل لوحة، لاجئاً الى التنويع في الخطوط والاشكال المرسومة، وكأنه بذلك اراد ان يعكس اجواء او بالاحرى ان ينقل المشاهد الى داخلها. وبدت المرأة سيدة لوحاته المربعة، فهي لغز يصعب سبر قيعانه، ذلك ان وجهها جرد من تعابيره، عبر اخفاء معالمه بما يشبه القناع الابيض. لكنه بدل ريشته حين طالت ملابسها، فلم يتردد في العناية بزيها وشعرها، فكان حريصاً على الاهتمام باطلالتها الخارجية، وكأن هذا التناقض بين هيكلها وما علق عليه يعكس حالة المرأة التي تدور في شبه دوامة، ظهرت آثارها بوضوح في خطوط دائرية تشبه تلك التي تخلفها حصى صغيرة لدى رميها في مياه راكدة.

اما الحصان الذي لا يغيب عن ريشة هرير فكان متحداً مع المرأة، وكأنهما كائنان لا يفترقان الا نادراً. واللافت ان لوحاته اقرب الى الزخارف، ذلك ان الخطوط والالوان تتداخل حتى الاتحاد، بما يوحي بانها مزيج تتدافعه الزوابع والاعاصير باستثناء لوحة اختار لها مقاسات مختلفة اكثر اتساعاً ولونا من نوع آخر وريشة اكثر بساطة، ليلتقط وجه مدينة غامضة الا من بضع نوافذ يصعب اختلاس النظر منها لمعرفة ما اذا كان يسكنها احد.