المدير الجديد لـ «الغلوب»: أريد مسرحيات شبيهة بأعمال شكسبير

TT

بدأ دومنيك درومغول الشهر الماضي موسمه الفني الأول كمخرج فني لمسرح «غلوب» اللندني الذي هو نسخة عن مسرح شكسبير الواقع على نهر التايمس، والذي افتتح قبل تسعة أعوام. وقال وهو يتذكر أن المسرح المبني على النمط الاليزابيثي هو فكرة الممثل سام وانميكر الذي توفي عام 1993: «لا يمكن أن يبنى إلا على يد أميركي. فهو يمتلك كل الجرأة والحيوية والعاطفة التي يمتلكها الأميركيون، وأنا كإنجليزي سخرت منه من بعيد».

لذلك فإن انتقال درومغول إلى مسرح «غلوب» جاء بطريقة غير تقليدية. فهو الآن في سن الثانية والأربعين وعرِف عنه بتعامله مع الكتابة الجديدة ففي البدء كان مديرا فنيا لمسرح بوش في لندن وفي الفترة الأخيرة كان مديرا لشركة خشبة أكسفورد. وحتى هذا الشهر لم يقم بإخراج أي عمل لشكسبير عدا «ترويلس وكريسيدا» مع نتائج كارثية حسب قوله.

استغرب درومغول حينما دعي كي يقدم طلبا بخلافة مارك رايلانس المدير المؤسس الشهير لمسرح «غلوب» إذ أنه في نهاية الأمر لا يمتلك سجلا حافلا بإخراج أعمال شكسبير. والورقة القوية التي كانت بيده هي كتاب أصدرته دار بنغوين: «ويليام وأنا: كيف سيطر شكسبير على حياتي».

وقال درومغول «أنا أخبرت لجنة الاستقصاء: إذا أردتهم أن تعرفوا خلفيتي الشكسبيرية هذا هو المخطوط المتكون من 400 صفحة».

والآن وبعد عام على بدء عمله في «غلوب» يستطيع درومغول على الأقل أن يضيف مسرحية أخرى لملفه الفني مفتتحا موسما عنوانه «حافات روما»، حيث أخرج مسرحية «كوريولانوس» مع جوناثان كيك الذي يلعب دور البطولة. وسيتبعه إخراج مسرحة «تايتوس أندرونيكوس» ثم «أنتوني وكليوباترا» فـ«كوميديا الأخطاء»، علما بأن الموسم المسرحي سينتهي في أوائل اكتوبر المقبل. ومن منطلق قناعته أن مسرح «غلوب» يجب أن يتبنى الماضي والحاضر معا وضع ضمن برنامج المسرح عملين مسرحيين جديدين هما «تحت العلم الأسود» وهو يدور حول قراصنة في القرن السابع عشر ومؤلفه هو سايمون بينت، أما المسرحية الأخرى فهي «حالة احتضار» وفيها سيعيد هوارد برنتون القصة العاطفية الشهيرة: أبرلارد وهيلويس.

وقال درومغول شارحا «على المسرحيات الجديدة أن تتوافق مع خصائص معينة: قصة كبيرة، أبهة ضخمة، لحظات تعاطف، لغة مصقولة وجميلة مستقلة عن كلا الممثل والجمهور».

بصياغة أخرى، يريد مسرحيات شبيهة لأعمال شكسبير التي تمتع الأذن والعين، والتي كانت قادرة على امتاع الجمهور الواقف في باحة الغلوب تحت سماء مكشوفة أمام خشبة المسرح.

ويلجأ درومغول الى زرع الممثلين في وسط الجمهور لخلق تجربة حية بل ويجعل بطل العمل يجول بينهم خلال اداء دوره.

وحقيقة أن النقاد المسرحيين في لندن بدأوا يأخذون مسرح «غلوب» بشكل جدي وهذا بفضل رايلانس الذي هو بعكس درومغول ممثل أيضا. واعترافا بذلك ينوي خليفة درومغول أن يبني فوق ما أنجزه سلفه على خشبة «غلوب» وبالموازاة منها من أنشطة تربوية وإقامة معارض.

لكن درومغول اكتشف أيضا أنه ليس دائما من السهل إقناع الممثلين البارزين للتمثيل هنا وقال: «هناك خوف كبير من التعرض للانكشاف والأذى، فليس هناك بطانيات وقاية أو كنبة للجلوس عليها وليس هناك باب يمكن الاختباء وراءها. إنه مسرح يقيم علاقة مباشرة ما بين الممثلين والجمهور. لكن حالما يشعر الممثلون بدفء استقبال الجمهور فإنهم يحبون المسرح».

وقال درومغول إنه في أي ظرف لديهم حماية لغة شكسبير. «شكسبير هو جزء مما نتنفسه في هذا العالم. شكسبير يبقينا اناسا مستقيمين».

* خدمة «نيويورك تايمز»