مفتاح ومعطف ونظارة تسرد مآسي الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي

معرض «أشياء في صراع»

TT

فوجئت الصحافية الهولندية ناديت ديفيسر باهتمام كبير من جانب الهولنديين بالمعرض الذي أقامته في أمستردام حول الصراع الفلسطيني ـ الاسرائيلي من خلال عرض بعض من المقتنيات الشخصية لضحايا هذا الصراع، حيث شكل عدد الزوار من الهولنديين 80% من رواد المعرض الذي شهدته امستردام خلال الفترة من 19 مايو (أيار) الى 4 يونيو (حزيران) الحالي بينما شكل ابناء الجاليات العربية والإسلامية 20% فقط. وسينتقل المعرض الى القدس الشرقية في الثامن عشر من الشهر الجاري وحتى الثالث من شهر يوليو (تموز) القادم، وبعدها من المفترض ان ينتقل الى تل ابيب قبل نهاية العام الحالي، على ان ينتقل بعد ذلك الى اوروبا وستكون المحطة الأولى في اسكوتلندا.

المعرض الذي جاء تحت عنوان «أشياء في صراع» وجد اهتماما من جانب وسائل الإعلام الهولندية وخصصت له إذاعة هولندا العالمية تقريرا مطولا حول المعروضات الموجودة في المعرض وتضمن التقرير شرح محتويات المعرض الذي قالت عنه الإذاعة الهولندية انه يضم اشياء قد تبدوا للوهلة الأولى انها عادية او غير مفهومة ولكنها تكشف المآسي الشخصية لضحايا الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي. وتقول ديفيسر انها لاحظت كصحافية وجود قصص من خلال تلك المقتنيات لم تسلط عليها الانظار إعلاميا. المعرض يضم 16 قطعة نصفها تخص شخصيات فلسطينية والأخرى لشخصيات اسرائيلية، وهي عبارة عن معطف او نظارة او غطاء رأس او مفتاح، ومع كل قطعة معروضة يوجد تسجيل صوتي يحكي قصة او مأساة صاحبها من خلال حوارات اجرتها الصحافية الهولندية، والتسجيل الصوتي لأصحاب المقتنيات او اقاربهم يمكن الاستماع اليه بأربع لغات هي الهولندية والعبرية والعربية والإنجليزية. وقد اتخذ المعرض من المفتاح شعارا له، وهو مفتاح يخص عائلة كرامي الفلسطينية التي تركت منزلها عام 1948 وصادرته فيما بعد السلطات الاسرائيلية، والمفتاح يملكه عمر كرامي الذي يقول في التسجيل الصوتي انه رمز لخسارة منزل عائلته وكل العائلات التي هربت بعد مذبحة دير ياسين. وضمن المعروضات هناك معطف لمراسل اسرائيلي نجا من عملية تفجير لحافلة اسرائيلية كان يستقلها، وأيضا نظارة مصور فلسطيني لقي حتفه جراء القتال، وهناك أيضا غطاء رأس للحاخام اريك اشرمان الذي يتحدث عنه في التسجيل الصوتي ويقول ان غطاء الرأس وقع عندما كان يحتج على قيام السلطات الإسرائيلية بهدم منزل أسرة فلسطينية في القدس الشرقية، ويقول ان سقوط غطاء الرأس يعني بالنسبة له أشياء كثيرة، فربما يعني دفن وسحق التقاليد اليهودية التي تربي الصغار على الإيمان، وربما يرمز الى ان هناك يهودا يعارضون باسم التوراه هذا الظلم.