صحافيون ضد الرصاص

خوذات وستر واقية وتأهب مستمر للإعلاميين المرافقين لبوش في العراق

TT

صحيح أن زيارة الرئيس الأميركي جورج بوش للعراق كانت مفاجئة، ولكنه والفريق الذي رافقه لم يكن يريد مواجهة أي مفاجئات هناك.. وكان ذلك جليا في الاجراءات الأمنية المتبعة والتي شملت حتى الصحافيين المرافقين. فأشكال الصحافيين الذين رافقوا بوش بدت أقرب إلى الجنود من الإعلاميين، خصوصا في الصور التي تناقلتها وكالات الإعلام والتي أظهرتهم يرتدون الخوذات والستر الواقية من الرصاص، وذلك داخل الطائرة الرئاسية الأميركية «إيرفورس 1» قبيل هبوطها في بغداد يوم أمس الأول.

من جهته قال ناطق باسم البيت الابيض إن الصحافيين الذين رافقوا الرئيس بوش يعملون في مجال التغطية اليومية لانشطة البيت الابيض، وقال فردريك جونز لـ«الشرق الاوسط» إن هؤلاء الصحافيين تم تزويدهم بخوذات حماية وستر واقية من الرصاص، وانهم انتقلوا من المطار الى المنطقة الخضراء بواسطة طائرة هليكوبتر.

وكان الصحافيون الذين رافقوا الرئيس بوش في آخر لحظة بعضهم يوجدون في مقاهي ومطاعم العاصمة في حين ذهب آخرون الى منازلهم وجرى إبلاغهم التوجه إلى أحد الفنادق في أرلينغتون (فرجينيا) المحاذية للعاصمة وواشنطن، وهناك جرى إبلاغهم بالرحلة بعد ان أخذت منهم هواتفهم الجوالة مع التشديد عليهم بعدم إبلاغ أحد بالزيارة بمن في ذلك زوجاتهم أو حتى المؤسسات التي يعملون لها التي لا بد أن المسؤولين فيها لاحظوا تغيب مراسليهم عن العمل صباح الثلاثاء. وتم تفتيش الصحافيين أثناء نقلهم إلى قاعدة أندرو عن طريق الكلاب البوليسيية وكاشفات المعادن ولم يتم الالتزام بالبروتوكول المعتاد وجرى إبلاغ الصحافيين أن الغرض الرئيسي من الزيارة هو إتاحة الفرصة للرئيس بوش اللقاء مع رئيس الوزراء المالكي وجها لوجه تعبيرا عن الدعم المعنوي لجهوده في تحقيق استقرار العراق.

ويعد العراق من أكثر البلدان خطورة حاليا بالنسبة للصحافيين، إلى جانب الفلبين وكولومبيا، بحسب معهد أمان الأخبار العالمي. ومع ازدياد عدد ضحايا الصحافيين اصبحت المؤسسات الإعلامية تعمد إلى تدريب صحافييها بشكل مكثف وتزويدهم بالمعدات الواقية قبل ارسالهم للعمل في مناطق الحروب والكوارث. ومن أبرز الدورات التي تعتمدها المؤسسات الإعلامية، برنامج يعرف باسم «هوستايل انفايرمينت ترينييغ» (تدريب التعامل مع الأجواء العدائية)، الذي تقدمه مجموعة «أي كي ايه» العالمية العاملة في مجال إدارة المخاطر السياسية والأمنية، والتي افتتحت مكتبا في بغداد أخيرا إلى جانب مكاتبها في بريطانيا وأميركا واستراليا. وبحسب توم هاوردز، مدير التسويق والمبيعات في «أي كي إيه»، فإن الكثير من المؤسسات الإعلامية العالمية تخضع مراسليها لهذه الدورة، ومنها من تفرضها عليهم. ويوضح لـ«الشرق الأوسط» أن الدورة تشمل جوانب مختلفة، «منها التوعية التي تتضمن طبيعة المناطق التي تزورها للمرة الأولى.. وعندما تكون واعيا بما ستواجهه يتحضر لك بشكل أفضل. الجانب الثاني هو طبي، حيث تشمل الدورة تدريبا على الاسعافات التي تمكن الصحافي من محاولة انقاذ نفسه في حالة الاصابة. وتشمل الجوانب الأخرى تدريبا على التكيف مع المحيط والاكتفاء الذاتي والتخطيط الاستراتيجي». وحول المعدات التي يحملها الصحافيون معهم يقول هاوردز «نحن لا نرشح ماركات معينة ولكننا نعطي ارشادات عامة». ويوضح «على سبيل المثال نقترح ان تكون الأحذية واقية للكعوب، وان تكون الملابس مقاومة للمياه وفضاضة كي لا تعيق التنفس، ونقترح على الصحافيين حمل بوصلة باستمرار». ويضيف «كما اننا قمنا بابتكار ستر وخوذات واقية شبيهة بالتي يستخدمها العسكريون ولكنها اكثر رفقا بالصحافيين حيث تلائم عملهم بشكل أكبر.