السعوديون يرددون المواويل والعرضات في شوارع المدن الألمانية

عشاق الأخضر ينقلون «الفلكلور الشعبي» إلى فرانكفورت

TT

لم تكتف الجماهير السعودية ورابطة المشجعين الموجودة في ألمانيا حالياً بمشاركتها منتخب بلادها بالتشجيع والمؤازرة فقط، بل قررت أن تتخذ طريقة أخرى للتعبير عن عشقها لمنتخب بلادها بأسلوب يلفت الأنظار ويعزز روح الحماسة لدى اللاعبين والجماهير وعموم المتابعين ويبعث على المشاعر الوطنية السعودية للحفاظ على التألق خارج الوطن والتعبير عن الطبيعة الاجتماعية السعودية وما تمتلكه من ثقافة زاخرة وفن عريق، إذ دهش الآلاف من حضور المونديال إلى جانب المتابعين حول العالم من خروج رابطة المشجعين السعوديين والجماهير العاشقة للون الأخضر الذي يتخذه المنتخب السعودي لوناً رسمياً لردائه إلى شوارع فرانكفورت وتأدية عدد من العروض «الفلكلورية الشعبية» متنقلة بين بعض الشوارع والأحياء الألمانية.

ومن المعروف أن مثل تلك العروض الفلكلورية القديمة التي تؤديها فرق شعبية عريقة تضم أشخاصاً محترفين لا تؤدى سوى في عيد الفطر وعيد الأضحى إلى جانب المناسبات الوطنية المتعددة أو في تلك الاحتفالات الوطنية التي تقام في بعض المشاركات السعودية في مختلف أنحاء العالم غير أن تلك الفرق التي تحظى بشعبية واسعة في السعودية حرصت منذ وقت مبكر على الإعداد والتجهيز لمشاركة ومؤازرة المنتخب السعودي في المونديال، فقامت بتجهيز الأغراض اللازمة لتأدية العروض ابتداء بالأعلام السعودية المجهزة لحملها على الأكتاف والعمائم البيضاء والثياب المزركشة باللون الذهبي ومروراً بالمزمار المستخدم في الفلكلور الحجازي والذي يعرف شعبياً باسم (البوص) وانتهاءً بالأبيات النثرية والقصائد والعبارات التي يصدح بها المؤدون أثناء تراقصهم في تأدية العرضة.

وليس غريبا أن ترى سعوديين يتجولون بلباسهم المعهود «الثوب الأبيض والغترة» رافعين علم بلادهم الأخضر المتضمن لراية التوحيد، في أزقة وشوارع المدن الألمانية الحالمة، يتغنون بأغان حماسية بلهجة سعودية، معبرين بذلك عن مؤازرتهم لمنتخب بلادهم في رحلته المونديالية الرابعة على التوالي في تاريخه الكروي.

الرقصات السعودية البحتة وآلات موسيقية تنبعث منها أصالة الصحراء، المزمار يأسر بموسيقاه الآذان والطبلة التي تشكل الرقصات الفلكلورية، الأيادي ترتفع بالتصفيق، خلال طابور بشري يشمل وجوها من جميع الأعراق الأوروبية والأفريقية والعربية يغلب عليها الوان الفريق الأخضر والأبيض، مرددين المواويل الذي يتغنى بها السعوديون «آآآآه يا أخضر« و«يا سعودي» تلك الكلمات البسيطة يمكن ترديدها إذا غنت بلحن قريب من القلب، لدرجة يستطيع معها الجاهل للغة العربية ترديدها.

وتتجول الفرقة الفلكلورية بأمل عكس صورة تمثل واقع المجتمع السعودي الذي يميل إلى السلام والمحبة، فكلما مرت الفرقة بشارع ازداد الطابور البشري طولا، لن يستطيع المشاهد لذاك الموقف أن يقاومه فيبادر بالانضمام إليه، مع رقصة حجازية تبعث روح المرح في المشهد.