إطارات حديدية وخشبية قديمة للوحات جديدة

فنان فرنسي تستهويه الأسوار والمدن المغربية العتيقة

TT

في معرضه المقام حاليا بقاعة العرض «نويجا» في حي الأوداية بالرباط، حرص الفنان الفرنسي ستيفان روبان، على تقديم تفاصيل بصرية صغيرة من الحياة من خلال عدسته في رؤية تجريدية حديثة تعيد اكتشاف الأمكنة القديمة في المدن المغربية العتيقة.

وقال الفنان ستيفان لـ «الشرق الأوسط»، إن إنجاز اللوحات المعروضة، وعددها 34 لوحة، استلزم منه التنقل مدة ثلاث سنوات بين مدن الصويرة ومراكش ومكناس وفاس والرباط، لأنها تستهويه وتثير خياله الفني، وتتيح أمامه إمكانية الخلق والابتكار.

وأضاف أن ما أعجبه بصفة أدق هو انعكاس ضوء الشمس بقوة على الأسوار والجدران، مما سمح له بتسجيل تفاعله مع الألوان في علاقتها التدرجية مع الزمن عبر التاريخ.

وإذا كان معرضه السابق قد خصصه لرصد الملامح والتعبيرات العفوية على وجوه الناس، في عراكهم اليومي مع تعقيدات العصر الحاضر، فإنه في هذه المحطة الجديدة من مساره المهني فضل التعامل فقط مع الجدران والأمكنة التي تعبق برائحة التاريخ، من دون أن يغفل السفن الراسية على الموانئ، والأشجار المثقلة جذوعها بتوقيعات العشاق، والخربشات البريئة التي تركها الصغار في الدروب والأزقة شاهدة على شغبهم الطفولي الجميل.

اللوحات المعروضة وضعها الفنان ستيفان في إطارات حديدية قديمة ونوافذ خشبية قديمة جدا، اشتراها من سوق المتلاشيات والخردة، فجاءت أكثر انسجاما مع طبيعة الصور المأخوذة بعين ذكية تلتقط الجمال في أبسط وأحسن تجلياته.

والفنان ستيفان منبهر جدا بالحضارة التاريخية العربية، وسبق له أن أقام بتونس قبل أن يحط الرحال في المغرب منذ ثلاث سنوات.

وفاز الفنان بالعديد من الجوائز حصل عليها في مهرجانات التصوير الفوتوغرافي، منها الجائزة الأولى لموضوع «الاحتفال بالماء» في فرنسا، وجائزة حول السياحة في بلده أيضا، وجائزة ثالثة في صحافة الصورة.