أسبوع برشلونة للموضة.. يلبس حلة أندلسية

TT

رغم ان الموضة الإسبانية غزت القارات الخمس من خلال محلات «زارا» و«مانغو» التي تقدم تصميمات عصرية تخاطب كل الأعمار والإمكانات، وحققت أرباحا كبيرة وسمعة طيبة لصناعة الموضة الإسبانية على العموم، إلا ان القصة تختلف تماما فيما يتعلق بالأزياء الراقية، التي لم تحقق نفس النجاح، ولا زالت تتخبط بين المحافظة على الهوية الاسبانية وفقر الدعم المادي، مما لا يمكن التغلب عليها سوى بالانعتاق من المحلية بمخاطبة السوق العالمية. مشكلتها أنها لحد الآن لم تستطع ان تستقطب وسائل الإعلام العالمية رغم زعمها في عدة مناسبات انها ستنافس اسبوع لندن وتخطف الأضواء منه لتحتل المرتبة الرابعة بعد ميلانو، نيويورك وباريس. لكن ما يحسب لها انها لا زالت تحاول وتجتهد. والدليل العروض التي شهدها اسبوع العاصمة برشلونة للموضة من فساتين الزفاف. فرغم مشاكلها وإحباطاتها استطاعت ان تقدم فساتين للملابس الجاهزة على مستوى الهوت كوتير أضافت عليها الكثير من اللمسات العصرية، كما ان مشاركة عارضات عالميات من عيار السمراء ناعومي كامبل أضفت عليها بعض البريق والعالمية التي تتعطش إليها هذه العاصمة. أما بالنسبة للتصميمات فقد تميزت بالرشاقة من حيث معانقتها الجسم، والانسيابية التي منحتها الأقمشة الهفهافة لها، إلى جانب الجرأة من حيث الألوان. فالعارضة ناعومي كامبل، مثلا، اختالت في فستان باللون الأحمر للمصممة باتريشيا أفينادو، ولسان حالها يقول ان فستان الزفاف ليس بالضرورة ان يكون ابيض أو عاجيا. كل ما في هذه التصميمات يصرخ انها للمرأة العصرية التي لم تعد تريد ان تصرف مبالغ طائلة على فستان لن تلبسه سوى ليلة واحدة، بل تريد ان تتألق فيه في هذه المناسبات وتستفيد منه في مناسبات اخرى كثيرة، وهذا ما يفسر القصات الرشيقة وغياب الكشاكش الكثيرة بتنوراتها المنفوخة والمدعمة بالتول، باستثناء بعض التصميمات، خاصة تلك التي قدمها الثنائي فيكتوريو ولوتشينو، اللذان لم يتنكرا لجذورهما الأندلسية، وهو ما انعكس على ابداعاتهما التي تستحضر تارة شخصية «كارمن» وتارة أخرى روح مدينتهما سيفيل. وتعليقهما على هذه التصميمات كان ان المناسبة تفرض نفسها «فبداخل كل واحد منا طفل يحلم.. والمرأة دائما تحلم بفستان ليلة العمر، ونعتقد ان العمل على تحقيقه لها هو متعة لا تضاهيها أية متعة أخرى». وتابعا: «تصميم الأزياء بالنسبة لنا يجب ان تكون طبخة لذيذة وغنية، لكنها ايضا يجب ان تكون متوازنة. فـ«رشة» زائدة من الملح تفسد كل شيء. وفي عملنا هذا، «التوازن ضروري جدا. اما المكونات فنحرص ان تجمع بين الغموض والعاطفة الجياشة وروح المرأة الأندلسية». وإذا كان هذا المعيار الذي يحددانه لنفسيهما، فقد نجحا فعلا في ذلك. الطرحة بدورها خضعت للعصرنة، فقد جاءت بسيطة جدا، كما ان بعض المصممين استعاضوا عنها تماما بتسريحات تجمع بين الابتكار والبساطة وإكسسوارات تتمثل في ورود أو قبعات صغيرة أو تيجان. فكتوريو ولوتشينو استبدلاها بتاج وإيشارب من التول الخفيف.