دمشق وبيروت.. وحدة في الموسيقى

تحتفيان بلغة تجمع الحضارات وتجسر للتواصل والفرح

TT

فتحت سورية مبانيها العامة في دمشق القديمة أول من أمس لسلسلة من الحفلات الموسيقية المجانية. ومرت فرقة الموسيقى النحاسية الفرنسية «لو غرو توب» أمام المسجد الأموي، فيما أنشد الثنائي الكوبي انريك ويني في مبنى حمام عام، مجاور لقبر السلطان الظاهر بيبرس.

وقدم مغنون وفرق موسيقية أخرى عروضهم بموسيقى الجاز والموسيقى التقليدية في كل مكان بالمدينة القديمة.

وشهدت ساحة المسكية في دمشق القديمة سلسلة من الحفلات الموسيقية المجانية على غرار مهرجان الموسيقى السنوي في فرنسا. ويجري تنظيم الحفلات في خمس مدن سورية من قبل المركز الثقافي الفرنسي بدمشق بالتعاون مع مديرية المسارح والموسيقى في وزارة الثقافة السورية والمعهد العالي للموسيقى وجمعية «أمل الغد». ويحيي الاحتفالات، التي بدأت باكرا في دمشق لتصادف نهاية الأسبوع، فرق موسيقية فرنسية وسورية، حيث أطلقت جوقة «لوغرو توب» الموسيقية الفرنسية بأعضائها السبعة الاحتفالات الموسيقية متجولة في أزقة وحارات دمشق القديمة. وعلى مدى 10 أيام ستقدم الفرقة بالتعاون مع عازفين سوريين في سلسلة من الحفلات للموسيقى الكلاسيكية والجاز والفلامنغو وغيرها في حوالي 12 بيتاً دمشقياً قديماً فتحت أبوابها أمام الجمهور مجانا، وبشكل استثنائي، إذ أن هذه البيوت مغلقة في الحالات العادية لاحتضان الأمسيات الموسيقية التي ستقدمها الفرقة الفرنسية وحوالي 20 فرقة موسيقية سورية أيضاً، هاوية ومحترفة.

وقالت ريم حداد مسؤولة الإعلام في المركز الثقافي الفرنسي بدمشق إن من أنشطة عيد الموسيقى في سورية حفل «تألق سورية»، الذي سيقدم يومي 22 و24 يونيو (حزيران) الحالي في مدينتي دمشق وحلب من قبل موسيقيين فرنسيين وسوريين وأرمنيين وإيرانيين. ويأتي هذا الحفل تتمة لبرنامج «مقامات وإبداع»، الذي أطلقه المركز الفرنسي في مارس (آذار) الماضي.

ومهرجان الموسيقى فكرة فرنسية بدأت في الثمانينات في صورة احتفال جماهيري بالموسيقى. وبدأت الفكرة تنتشر تدريجيا الى دول أخرى بينها سورية التي عاشت تحت الاحتلال الفرنسي أكثر من عقدين من الزمان حتى عام 1946.

وقال المهندس الفرنسي جاك مونتلوكو، حسب «رويترز»: مهرجان الموسيقى أفضل شيء صدرته فرنسا وإنه لشيء رائع أن نرى دمشق تتقبله بغض النظر عن السياسة.

وفي بيروت عقد وزير الثقافة اللبناني طارق متري مؤتمرا صحافيا أول من أمس أعلن فيه إطلاق عيد الموسيقى في 21 الجاري بالتعاون مع البعثة الثقافية في السفارة الفرنسية ومعهد «سرفانتس» وعدد من الجمعيات الأهلية.

وحضر السفيران الفرنسي برنار إيمييه والاسباني ميغيل بنزو باريا ورئيس البعثة الثقافية في السفارة الفرنسية فريديريك كلافييه. وتحدث متري فقال ان «لبنان يحتفل على غرار اكثر من مائة دولة بعيد الموسيقى في 21 يونيو (حزيران) الحالي. وهذا العيد لقاء شعبي وفرصة تبادل وتفاعل وتعرف على تراثات موسيقية متنوعة. وهو مجموعة احتفالات، فلا تذاكر تباع ولا مقاعد تحجز بل نشاطات تتيح اختلاط أهل الأحياء المختلفة والمناطق في وسط المدينة وجواره».

وأضاف: «هو عيد للتنوع. الموسيقى لغات متعددة في لغة عالمية واحدة. وهي عابرة للحدود، هكذا كانت في الماضي ولا تزال، ومنشئة جسور بين أهل الثقافات».

ودعا متري الى المشاركة في نشاطات هذا اليوم التي تمتد من وسط بيروت الى مونو ودرج الفن في الجميزة وصولاً الى حديقة المكتبة العامة في الصنائع والحمرا.

وستقدم في هذا اليوم حفلات تجمع بين موسيقى الراب والبوب والروك والجاز والتكنو والفيوجن، بالاضافة الى الموسيقى الكلاسيكية بفضل مشاركة الفرقة الموسيقية اللبنانية التابعة للكونسرفتوار الوطني التي ستقدم حفلتها في الصنائع وحفلة اخرى لشربل روحانا وفرقته في مدرج الفن في الجميزة.