رحلة الـ8 آلاف ميل بدأت من السعودية ووصلت إلى لندن

سائقو دراجات هارلي ديفيدسون يتحدون الصعوبات ويتممون المهمة

TT

بعد حوالي عشرين يوما على إنطلاق فريق سائقي دراجات هارلي ديفدسون السعودي من الرياض، وصل إلى سفارة المملكة العربية السعودية في اليوم المحدد في تاريخ 20 يونيو (حزيران) كما كان مقررا، على الرغم من بعض المصاعب التي واجهت الفريق الذي يرأسه المهندس مروان المطلق.

وكان بانتظار فيلق الدراجات النارية من طراز «هارلي ديفدسون»، القائم بأعمال السفارة السعودية في لندن عبد الله الشغرود الذي هنأ السائقين المحترفين بالسلامة واعتبر الحدث خطوة إيجابية تعكس مدى اهتمام السعودية بالامور الرياضية ما حث السفارة وعلى رأسها السفير الامير محمد بن نواف على متابعة هذا الحدث يوميا بحيث بقي أعضاء السفارة على اتصال دائم بالفريق للاستعلام عن أحوالهم وعن مسيرتهم في رحلتهم الطويلة وسوف تتابع السفارة هذه المهمة لحين وصول الفريق الى نقطة النهاية في مدينة كيلارني الايرلندية، كما امتلأت باحة السفارة بمندوبين إعلاميين من مختلف وسائل الاعلام المرئية والمكتوبة العربية والغربية لتغطية هذا الحدث الفريد من نوعه.

وعند وصول الدراجات في تمام الساعة 12 ظهرا استقبل عاملو السفارة وجميع الحاضرين السائقين بالتصفيق. وفي حوار أجرته «الشرق الاوسط» مع المهندس مروان المطلق رئيس الفريق، عبر عن فرحته في تحقيق خطوة جديدة في نشر رسالة السلام والمحبة من المملكة بمشاركة خيرة من الشباب السعودي ومقيمين أجانب في المملكة ينتمون الى نادي أصحاب دراجات هارلي ديفدسون في الرياض. وأضاف المطلق أن أعضاء الفريق مؤلف من 14 شابا من مختلف الاعمار ومختلف مجالات العمل. وبالسؤال عن فكرة القيام بتلك الرحلة قال المطلق إنه لطالما أحب دراجة «هارلي ديفدسون» هو وشقيقه طارق فقاما معا برحلات سابقة، فذهبا في ديسمبر (كانون الاول) العام الماضي الى عمان ومصر ولبنان، وهنا جاءت الفكرة للمخاطرة أكثر وتوسيع الحلقة ليشارك أكبر عدد ممكن من المهتمين بقيادة هذا النوع من الدراجات وهم ينتمون جميعهم الى نادي ملاكي «هارلي ديفدسون» في السعودية، ولاقت الفكرة إقبالا شديدا من الشباب في الرياض الى أن وصل الرقم النهائي للمشاركين في الرحلة 14 ولكن ولسوء الحظ لم يتمكن المشارك اللبناني وسام عبود من الانطلاق معنا بسبب بعض المعوقات التي حالت دون إصدار التأشيرات «فيزا» في الوقت المحدد، ولكنه سوف يأتي الى إيرلندا لمشاركتنا فرحة الوصول واتمام المهمة. ويقول المطلق إن الهدف الاساسي لقيام هذا النوع من النشاطات هو حب المشاركين لدراجاتهم وبنفس الوقت يمكن تطوير الهواية الى مهمة نبيلة نساعد فيها الاطفال المعوقين جسديا والاطفال المشردين بحيث قمنا في السابق بحملات للتبرع بالدم وأعمال خيرية أخرى.

وبالنسبة للمشاكل التي واجهت الفريق، يقول الاعضاء إن أكبر مشكلة كانت في ارتفاع درجة الحرارة في المنطقة الواقعة مباشرة بعد مدينة حلب السورية الى خمسين درجة مئوية، بحيث كان الوضع أشبه بالجحيم الحقيقي فاضطروا الى الاستعانة بالماء لتبريد أنفسهم لكي يستطيعوا تخطي تلك المنطقة المنخفضة. ولكن سرعان ما تغير المناخ بحيث انخفضت درجة الحرارة الى عشرين مئوية عند بلوغنا منطقة اللاذقية. ومن ضمن المشاكل الاخرى كان الانتظار في الاردن لاستصدار التراخيص اللازمة للفريق والتي تمكننا من عبور الاردن بحيث يمنع قانون البلاد سياقة الدراجات النارية، غير أن الجهات المختصة سهلت لنا الامور ولم تكن هناك أي مشكلة امأمنا، وهنا أناشد الحكومة الاردنية الى النظر في هذه المشكلة خاصة انه من الصعب القيام برحلات مماثلة عن طريق العراق بسبب ظروفه المأساوية الراهنة، بالاضافة الى مشكلة اللغة في فرنسا بحيث كانت هناك مشكلة التفاهم مع بعض الفرنسيين الذين لا يتكلمون الانجليزية، أما بالنسبة لتسهيل مرور الفريق على الحدود الاجنبية لم تكن هناك مشكلة تذكر لا بل لاقوا الترحيب في جميع البلدان العربية والغربية، وهذا ما أكده لي المشارك الاميركي غلين أوغليتري الذي كان مبهورا بالاستقبال المميز من قبل السوريين والشرق أوسطيين بشكل خاص. فلاقى الفريق معاملة مميزة من قبل النادي الخاص بالدراجات النارية في سورية فقدمت لهم سيارة مرافقة على طول الطريق وفتحت لهم صالة التشريفات وكان هناك تفاعل إنساني غير مسبوق من قبل الشعب السوري. أما بالنسبة للمبيت فيقول أحد المشاركين إنهم نظموا مسألة المبيت مسبقا فكانت الفنادق من فئة الاربعة نجوم بانتظارهم أينما ذهبوا، أما بالنسبة لكلفة الوقود الذي تم استهلاكه في الرحلة فلم يحسب بعد ولكن الكلفة الاعلى كانت في تركيا غير أن محطات الوقود فيها تعتبر الافضل برأي مروان فقال بأنها فعلا مصممة على مستوى عال جدا وكان يوجد بها كل ما نحتاج اليه. عدد اعضاء نوادي «هارلي ديفدسون» في العالم بلغ اليوم مليون عضو، ويتبع نادي السعودية او ما يسمى بـ«رياض شابتر» الذي تأسس في 22 ابريل (نيسان) عام 2004 وكل من نادي جنوب افريقيا والشرق الاوسط الى «هارلي ديفدسون» اوروبا. وبعد اخذ الصور التذكارية ورد أعضاء الفريق على أسئلة الصحافيين، أقامت السفارة السعودية حفل غداء تخلله كلمة رحب بها القائم بأعمال السفارة عبد الله الشرغود بالفريق وقام بتهنئته من جديد وأشاد بالعمل الجبار الذي بذله الفريق لعبور 9 دول في ثلاثة أسابيع، وتم توزيع الهدايا التذكارية على جميع الاعضاء، وبدوره شكر المهندس مروان المطلق السعودية على دعمها للفريق بهدف توصيل أفضل صورة عن السعودية والسعوديين. وغادر بعدها الفريق الى ايرلندا لانهاء المشوار في مدينة كيلارني (killarney ).