مهرجان اسكوت .. سباق الخيول والقبعات

TT

شهد يوم الثلاثاء الماضي عودة مهرجان أسكوت إلى قواعده سالما بعد عام من التصليحات التي خضع لها مضمار ويندسور التقليدي، وهي التصليحات التي كلفت حوالي 370 مليون دولار واستغرقت عاما كاملا شد خلالها الرحال إلى منطقة يورك شمال بريطانيا. ولا شك ان العديد من المتحمسين وعشاق هذا الحدث، قد تنفسوا الصعداء لعودته إلى ويندسور. فالبعض كان يتوقع ان تستغرق الإصلاحات وقتا أطول، وهو الامر الذي لم يكن مرغوبا فيه. فمدينة يورك الشمالية ليست الوجهة المفضلة لدى العديد منهم، رغم حلباتها الجيدة وارضيتها المناسبة، والاسباب تاريخية محضة، يمكن تلخيصها في الفجوة الطبقية بين الشمال والجنوب. فهذا المهرجان، إن صح القول، مهرجان ملكي ونخبوي شكلا ومضمونا، رغم ما يقال عن تخفيفه لبعض قيوده في السنوات الأخيرة ورغم دعوة طبقات أخرى إليه، وبالتالي فإن تواجده في منطقة شمالية، عرفت تاريخيا بتوجهها الصناعي وافتقارها إلى الطبقات الارستقراطية الإقطاعية، لم يكن يتماشى مع روح المهرجان. كالعادة كان وصول الملكة اليزابيث الثانية وافراد من العائلة المالكة في عربتها الملكية التقليدية إيذانا بافتتاحه وبداية سباقات الخيول والأناقة على حد سواء. فرغم ان اليوم المخصص للسيدات هو الخميس، أي اليوم، حيث ستستعرض الحاضرات أجمل القبعات واغربها، إلا ان نساء العائلة المالكة لم يتركن أي شيء للصدفة، وبدا واضحا ان المهرجان هذه السنة سيكون زاخرا بالقبعات المبتكرة والأزياء الانيقة. فقد اختارت الملكة، كعادتها، زيا كلاسيكيا يتكون من معطف خفيف من الكريب باللون الأزرق مع قبعة من نفس اللون يزينها شريط وردي بتوقيع المصمم فيليب سومرفيل، وعقد لؤلؤي بعدة صفوف بينما ارتدى الأمير فيليب بذلة رسمية صباحية. أما الكونتيسة صوفي، زوجة اصغر أبناء الملكة، الأمير إدوارد فتألقت في قبعة على شكل وردة كبيرة من توقيع فيليب ترايسي، المصمم الذي لا يغيب أبدا عن المهرجان، كما ظهرت الدوقة كاميلا، زوجة الأمير تشارلز في قبعة مزينة بالريش من توقيعه ايضا، وهذا طبعا ليس بالأمر الغريب، ففليب ترايسي هو الذي أبدع لها قبعات حفل زواجها، وأعطى الإشارة بأنها دخلت عالم الموضة من ارقى ابوابها. ورغم اننا سنشهد اليوم الكثير من التقليعات وحربا ساخنة لجذب الانتباه، إلا ان بعض المدعوات لم يشأن منذ اليوم الأول تفويت هذه الفرصة للتعبير عن تشجيعهن فريق كرة القدم البريطاني بارتدائهن قبعات تمثل علم سانت جورج، الذي يتميز بالأبيض والأحمر. ولأن تقاليد هذا المهرجان واضحة فإن المسؤولين منعوا حمل الأعلام منعا باتا، لكنهم تغاضوا عن القبعات وحقائب اليد والفساتين التي تجسد الوطنية البريطانية بالأحمر والأبيض.

> تأسست فكرة أسكوت في عام 1711 في عهد الملكة آن، ومنذ ذلك الحين أصبح من اهم الأنشطة الاجتماعية والرياضية الأرستقراطية.

> حضور الملكة في عربة فخمة تجرها الخيول، تقليد يعود تاريخه إلى 1825 > يجري المهرجان في منتصف يونيو من كل عام، بحيث يبدأ كل يوم الثلاثاء وينتهي يوم الجمعة.

> رغم حرص الملكة على استقبال شخصيات مهمة إلا انها ايضا تحرص على استقبال شخصيات من الطبقات غير الأرستقراطية يتم انتقاؤها بدقة.