مهرجان كناوة المغربي لموسيقى العالم ينطلق اليوم

مواصلا التوحيد بين الشعوب والأعراق

TT

تجدد مدينة الصويرة المغربية الشاطئية، لقاءها مع عشاق موسيقى كناوة، من خلال الدورة التاسعة لمهرجان «كناوة موسيقى العالم»، الذي سينظم على مدى اربعة ايام ابتداء من اليوم، وهو موعد يترقبه بشغف جمهور كبير من المغاربة والاجانب الذين تعودوا منذ تسع سنوات على الالتقاء بنجوم هذا الفن التقليدي الى جانب موسيقيين عالميين يأتون من اوروبا وافريقيا واميركا لتقديم عروض مشتركة حيث تمتزج الايقاعات الكناوية بموسيقى الجاز والبلوز والريغي، فيخضع الكل لسلطة الموسيقى الآسرة التي توحد بين الشعوب والاعراق.

يستضيف مهرجان كناوة هذا العام 22 «معلما كناويا» من مدن الصويرة والرباط ومراكش والدار البيضاء واسفي واصيلة، اسماء ارتبطت بالمهرجان منذ تأسيسه مثل محمود غينيا وحميد القصري وحميد بوسو واحمد باكو وعبد السلام عليكان واخرون.

ومن بين الموسيقيين الاجانب الذين سيشاركون في احياء حفلات المهرجان هناك ماك بريد وانطوني سانشيز من اميركا، وستيفانو ديباتيستا من ايطاليا، وباسيسوكو من غينيا. كما ستقام عروض للموسيقى الالكترونية.

اما اقوى اللحظات التي ستعرفها الدورة الحالية لمهرجان كناوة، فستكمن في حفل الاختتام الذي سيحييه المغني الجزائري المقيم في فرنسا رشيد طه، الذي يحظى بشهرة واسعة بين الشباب، حيث يمزج في اغانيه عدة الوان موسيقية محتفظا بالروح الشرقية والعربية في ألحانه، وتعبر معظم اغانيه عن هموم المهاجرين وقضاياهم.

وما يميز مهرجان كناوة ان جميع العروض تقام في الهواء الطلق مثل ساحة مولاي الحسن وباب مراكش، وعلى الشاطئ، من الخامسة مساء الى الواحدة بعد منتصف الليل، الأمر الذي يمنح المهرجان طابعا احتفاليا يمتزج فيه سحر المكان بالوتر والنغم.

يذكر ان المهرجان كان قد استقطب العام الماضي حوالي 400 الف متفرج، فالمهرجان يعد من اشهر المهرجانات المغربية ذات الصيت العالمي، حيث أعاد المهرجان الاعتبار لموسيقى كناوة التقليدية ذات الجذور الافريقية، وهي موسيقى لها طقوسها الخاصة بدءا من اللباس المزركش الذي يرتديه الكناوي، وقبعته المزينة بصدف البحر، والمتدلية منها جدائل من الخيوط الطويلة، الى الالات ذات الاوتار الغليظة التي يستعملونها والمعروفة باسم «الكمبري» والتي تصدر ايقاعات قوية وعميقة قريبة الى الشجن والحزن، وتستعمل ايضا «القراقب»، وهي آلة يدوية معدنية تحرك بأصابع اليد، وتصدر أصواتا مرحة. وتوحي أغاني كناوة حتى وان لم تتبين كلماتها، بالتمرد ونبذ الواقع، والرغبة في اللجوء الى عوالم روحية، وطقوس صوفية. وتحرك الايقاعات القوية في موسيقى كناوة الاجساد الى حد التماهي التام مع الموسيقى، لدرجة الاعتقاد بان موسيقى كناوة تصلح لطرد الارواح الشريرة التي تسكن بعض الاجساد، الا ان غالبية الشباب لا يؤمنون بهذه الاعتقادات، فالرقص على موسيقى كناوة لا يتعدى اصطياد فرصة للتخلص من ضغوط الحياة اليومية واستعادة الحيوية والمرح.