150 عاما من التصميم لتيفاني في معرض لندني

مع عقد قرينة أبراهام لنكولن في حفل تنصيبه عام 1862

TT

في عام 1862، أي عام تنصيب ابراهام لنكولن رئيسا للولايات المتحدة الأميركية، ارتدت زوجته عقدا من اللؤلؤ اشتراه هدية لها من أجل المناسبة، طبعا من «تيفاني وشركاه»، الشركة المصممة للمجوهرات والأشهر في عالم بيع وتصنيع المجوهرات في العالم. اذا كنت من المهتمين بعبق التاريخ او المجوهات فيمكنك مشاهدة عقد شبيه بهدية الرئيس الأميركي لزوجته في معرض يستضيفه «سامرسيت هاوس» بوسط لندن ابتداء من اليوم السبت، حيث تعرض فيه أكثر من 180 قطعة من المجوهرات، من اعمال شركة تيفاني ما بين 1837 و1987. والقطع المعروضة، التي صممت في تلك الفترة، تعكس عدة جوانب من عمل تيفاني، سواء في مستوى البذخ أو روعة التصميم. وزبائن المؤسسة من المجتمع المخملي، السياسي منه والثري. واضافة الى عقد سيدة الولايات المتحدة الأولى، فهناك «الماسة تيفاني ـ طائر على صخرة»، وهو عبارة عن دبوس تضعه المرأة على صدرها. وصممت الألماسة الصخرة من 128 قيراطا، وتعتبر الأدق والأجمل والأكبر في عالم الألماس الأصفر.

وبشكل عام، يعتبر معرض تيفاني، الذي يستمر حتى نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، الأكبر والأكثر شمولا في تاريخ الشركة وتصميماتها في المجوهرات. وبالاضافة للمجوهرات التي بحوزة تيفاني سيتضمن المعرض بعض القطع التي اقترضوها من زبائنهم ومن افراد ومجموعات خاصة. وتعكس مجموعة القطع بمجملها تاريخ يمتد لـ150 عاما من تصميمات تيفاني للمجوهرات، كما ان بعض القطع تعرض لأول مرة للجمهور.

تأسست تيفاني في نيويورك عام 1837 كمتجر لبيع الأشياء الفاخرة في برودوي، وخلال فترة قصيرة جدا اشتهرت عالميا، وحازت على العديد من الجوائز في عدد من معارض المجوهرات التي نظمت في القرن التاسع عشر في بلدان مختلفة من العالم. وقالت الشركة ان نجاحها كان مرتبطا بشكل وثيق بالتزام مؤسسها تشارلز لويز تيفاني (1812 ـ 1902) بروح النجاح في العمل والتجديد والنظرة المستقبلية والخامات الثمينة والتصاميم العالية المستوى، جامعا، برأي الخبراء، بين اساليب الموضة الأوروبية والمفاهيم الجمالية الأميركية، ولهذا فقد حافظت الشركة على فرديتها وخصوصيتها في التصميم.

ويعتبر المعرض فرصة سانحة لمن يهتم بهذا الجانب من صناعة المجوهرات، اذ رتبت كل قطعة في مكان خاص حسب موضوعها الذي تتناوله، شارحا عمل وتاريخ المصمم الخاص بها ومصادر الالهام التي ساعدته في صنعها وانتاجها بشكلها النهائي، اضافة الى الأسباب التي اختيرت المادة الخام من أجل صنعها لتعكس جميعها الذوق في المجوهرات الذي امتد مع الشركة طيلة الـ 150 عاما.

وتلجأ العديد من شركات الانتاج السينمائي الى استعمال مجوهرات تيفاني في افلامها، وترتديها الممثلات خلال التصوير وكذلك في الحفلات الشهيرة مثل ليلة توزيع جوائز الأوسكار.

كما استعملت الواجهة الرئيسية لمقر الشركة في فيلم اودري هيببورن الشهير «الافطار في تيفاني» الذي أخرجه بليك ادوارد في الستينات من القرن الماضي، ويظهر الممثلة الشهيرة أمام محلات تيفاني في الصباح الباكر وهي تشرب القهوة وتأكل الكعك بعد سهرة ليلة طويلة.