مدينة نوكيا الفنلندية ستخلو من الهواتف الأرضية

ليس فيها راشد أو مراهق بلا «جوال»

TT

تسعى شركة «نوكيا» لصناعة الهواتف الجوالة إلى جعل مدينة نوكيا الفنلندية أول مدينة خالية من الهواتف الثابتة في العالم. وتطلق شركة «نوكيا» بهذا المشروع هتاف البلاط المعروف «مات الهاتف الثابت.. يعيش الهاتف الجوال». وذكرت صحيفة «زود دويتشة» الألمانية الواسعة الانتشار أن سكان وموظفي وعمال مدينة نوكيا سيستخدمون الهواتف الجوالة فقط في كافة محادثاتهم ومعاملاتهم ونشاطهم اليومي ككل. وبعد أن اقتنى كل مراهقي وبالغي مدينة نوكيا الهواتف النقالة خلال السنوات الماضية، بدعم من شركة «نوكيا»، تسعى الشركة حاليا لـ«تسليح» كافة دوائر المدينة بالهواتف الجوالة. وعلى هذا الأساس ستتحول مدينة نوكيا، الواقعة على نهر نوكيا، إلى أول مدينة «جوال» في العالم كما تتحول بلديتها إلى أول «بلدية الجوال في العالم».

ويبدو أن بلدية المدينة (30 ألفا) ستختصر بعض الشيء في أعداد الهواتف الثابتة التي تستخدمها، لكن من غير الواضح بعد ما إذا كانت كلفة المحادثات ستنخفض أيضا. وسيختصر التحول من الهواتف الأرضية إلى الهواتف الجوالة عدد الهواتف التي تستخدمها إدارة المدينة من 1168 إلى 920 هاتفا. وسيكون لكل موظف حينها رقم واحد، بجهازين، لأن الموظف سيترك احدهما في دائرته حال خروجه منها. كما سيغلق الموظفون هواتفهم بين الواحدة والثانية بعد الظهر بغية التمتع بوجبة غداء خالية من أي رنين.

وذكرت فيزا كوسكنين، رئيسة إدارة البلدية، أن معظم الهواتف الثابتة تمت إزالتها حاليا بانتظار توزيع الهواتف الجوالة من نوكيا بخمسة طرازات. وسيزود موظفو الأحوال الشخصية ودائرة الجنسية والسفر بهواتف جوالة مزودة بكاميرات لحسم قضايا الصور مباشرة.

ويبقى الاتفاق بين موظفي كل دائرة حول نوع الرنين أو الموسيقى التي يستخدمونها كي لا تحدث فوضى في التعرف على كل هاتف.

وتجنبا لـ«صدفة» أن ينسى الموظف أو المعلم الهاتف الجوال في جيبه، أو أن يأخذه مع إلى البيت، فستزود الهواتف الجوالة الرسمية بجهاز إنذار صغير ينبه الموظف إلى أنه قد غادر دائرته وأن عليه أن يترك هاتفه في الدائرة. كما صنعت شركة «نوكيا» هواتف جوالة ضخمة وثقيلة للغرف الجماعية، غرفة المعلمين كمثل، يتعذر وضعه في الجيب كي لا يحتكره أحد، ومنعا لاحتمال أن ينساه أحدهم في جيبه أو حقيبته.

ولو أن «نوكيا» خصت هذا المشروع بمدينة ألمانية، لكانت دائرة البيئة الاتحادية أول المعترضين على المشروع بسبب الدراسات الألمانية العديدة حول مضار الاشعاعات المنطلقة عن الهواتف الجوالة، وخصوصا على الأطفال. لكن، يبدو أن الدراسات الفنلندية الخاصة بالموضوع لم تكتشف، حتى الآن، أية مضار صحية قد تنجم عن الاشعاعات الصادرة عن الهواتف الجوالة.