أول ضفدع بشري إماراتية: أمنيتي تعليم الفتيات رياضة الغوص

رغم معارضة الجميع لها في البداية بسبب العادات والتقاليد

TT

غاص الإنسان منذ آلاف السنين تحت الماء بحثا عن الغذاء واللؤلؤ والمحار والإسفنج، لكن نوال إبراهيم عبد الرحمن فتاة لم تتجاوز الحادية والعشرين من عمرها، خاضت تلك «المغامرة» على حد تعبيرها وهي تتسم الصبر والمثابرة باقتحام مجال لم تطرقه الفتاة الإماراتية حتى الآن. وحول علاقة الحب التي نشأت بين نوال والبحر تقول: أنا أحب الرياضة كثيراً منذ الصغر، وقد كنت لفترة طويلة خلت اسماً معروفا في عالم الكرة الطائرة النسائية ضمن منتخب الإمارات، وإضافة لذلك فأنا تعلمت السباحة منذ الصغر، حيث كنت أرافق والدي دائماً أثناء عمله في البحر، وبعد أن توفي والدي وأنا في السابعة من العمر تغيرت علاقتي بالبحر، حيث بت أكرهه لأنه يذكرني بوالدي رحمه الله وبحزني وذكرياتي، ولكن بعد سنوات عدة، عدت إلى البحر وإلى حبي القديم، ورجعت لأمارس رياضة السباحة». وتبدأ حكاية نوال مع تعلم الغوص عندما كانت قبل أقل من سنة تقريباً في منطقة الجميرا بدبي.. «لفتت نظري لافتة مكتوب عليها «نادي البوم للغوص»، وفجأة شعرت بأن هذا ما أريده بالضبط. أوقفت السيارة ودخلت إلى النادي، وقابلت هناك المدرب، وسألته في البداية عن الغوص وعن أعلى مرتبة يمكن أن يصل إليها الغواص في مجال عمله، فأجابني أن التدريب على الغوص هو أعلى مرتبة، فقلت له: أريد أن أصبح أول مدربة غوص إماراتية، فابتهج المدرب لكلامي مع أنه استغرب في البداية، وبعدها تعلمت على يديه وأنا أدين له بنجاحي الآن.

رغبة نوال لم تسلم من معارضة الجميع حتى أن والدتها نصحتها بالتوقف عن هذا الأمر.. «لكنني بطبعي عنيدة، وإذا اتخذت قراراً فلا أتراجع عنه، خصوصاً أن تعلمي للغوص ليس عيباً، والمعارضة لم تتوقف منذ ذلك اليوم بسبب العادات والتقاليد، ولكن بعد أن أتقنت الغوص وأصبحت مدربة، تغيرت المواقف وبت ألقى تأييداً من صديقاتي، وأمي أصبحت تتفاخر بي بين صديقاتها. والحمد لله فأنا تذوقت الآن طعم النجاح».

واستفسرت «الشرق الأوسط » من نوال عما إذا كانت تفكر في الغوض كمهنة أم هواية فأجابت قائلة:« ليست هوايةً أبدا، فأنا منذ البداية اخترت مهنتي ووضعت هدفاً أمامي وهو أن أصبح مدربة غوص محترفة، ولو أن الأمر هواية بالنسبة لي لاكتفيت ببعض طلعات الغوص وبعض التدريب، وأنا مصرة الآن على متابعة التدريب حتى أصبح مدربة غوص محترفة. إنني أخطط حالياً بعد الانتهاء من فترة التدريب، التي وصلت فيها حتى الآن إلى مرتبة «ضفدع بشري» لافتتاح معهد خاص لتدريب الفتيات على الغوص، وقد تلقيت الكثير من الاتصالات تشجعني على القيام بهذه الخطوة، كما تلقيت الكثير من الإطراءات والاستحسانات حيال هذا المشروع».