متحف جديد في قلعة بعلبك الأثرية

صممته المعمارية العراقية زها حديد

TT

متحف جديد سيقام في قلب قلعة بعلبك الأثرية، وتحديدا في جزء من النفق الموجود في الجهة الشمالية الغربية من القلعة، ليؤرشف ثروة من المواد التي استعملت خلال المسرحيات الموسيقية من صور وملابس فولكلورية وملصقات قديمة.. هذا هو المشروع الجديد الذي اعلنته مي عريضة رئيسة مهرجانات بعلبك الدولية في اليوبيل الخمسين لانطلاق المهرجانات، وذلك في مؤتمر صحافي عقد أخيرا في فندق الموفنبيك، وحضره طارق متري وزير الثقافة ومحمد بعلبكي نقيب الصحافة وهيام غندور منسقة المشروع ومنى فارس ممثلة وزير السياحة وجوزف شمالي عضو لجنة المهرجانات. تخلل المؤتمر عرض للمجسم الأولي، الذي لم تقدر كلفته بعد، والذي تولت المهندسة البريطانية العراقية الاصل زها حديد تصميمه. ويذكر أنها فازت اخيرا بجائزة «بريتكنز» عن اعمالها المميزة في الهندسة المعمارية. وبعدما عرضت عريضة اهمية المشروع، اعتذر شمالي عن غياب زها حديد لدواع مهنية، اذ كلّفت بتصميم حوض للألعاب الأولمبية في روما. وشرحت هيام غندور الهدف من إقامة المتحف، معتبرة أنه سيكون «ركنا من أركان السياحة الثقافية والفنية وذاكرة موثقة للكبار، وخاصة الفنانين اللبنانيين الذين شاركوا في إحياء العديد من الحفلات». وتحدثت عن محتويات المتحف، التي تجمعت طوال نحو 50 عاما، اي منذ العام 1957 عندما وقفت فيروز للمرة الاولى لتواجه الجمهور. وقالت هيام إن المتحف سيضم ملخصا عن أهم المسرحيات الموسيقية التاريخية وصورا وأغاني ومقتطفات من المسرحيات وثيابا فولكلورية وملصقات قديمة ومقتطفات من مقالات عن الحفلات نشرت في الصحف والمجلات، بالإضافة الى نسخ من البرنامج السنوي للمهرجانات ورسائل شخصية من فنانين عالميين الى لجنة المهرجانات. وبعدما وجهت غندور تحية الى روح زوجة الرئيس السابق كميل شمعون، السيدة زلفا، التي دعمت المهرجانات والمنظمة السابقة في لجنة المهرجانات سلوى السعيد، اعتبرت ان الارشيف الذي تكون خلال هذه السنوات «قسم مهم من التراث الوطني ويجب ان يوضع تحت تصريف الجمهور».

وتحدثت عن التحضيرات فقالت ان لجنة تأسيسية تألفت في العام 2002 عملت طوال اربعة اعوام على «البحث لجمع المعلومات والثياب التي تطلبت مجهودا لفرزها بحسب المسرحيات والتأكد من اسماء مصمميها بمساعدة احد اعضاء اللجنة سامية صعب». واشارت الى ان اللجنة هدفها اقامة المتحف في بعلبك وداخل قلعتها.

وبدورها عبرت منى فارس ممثلة وزير السياحة عن فرحتها بنجاح المشروع الذي واكبته منذ نحو 7 سنوات، معتبرة انه «يختزن ذاكرة الفرح التي تأتي في الصيف فينفح تلك المنطقة الغارقة في بؤسها».

وقبل عرض صور اولية عن المتحف، تحدث الوزير متري مشيدا باللجنة ورئيستها وموجها «تحية الى الرئيس الراحل كميل شمعون وزوجته زلفا اللذين بادرا بإطلاق مهرجانات بعلبك التي حظيت طوال سنوات برعايتهما». وقال: «لا يخف على احد ان مهرجانات بعلبك هي في قلب الحيوية الثقافية التي يستطيعها لبنان»، داعيا الى «وضعها الى جانب لبنان على لائحة التراث العالمية. وبهذا يجعلون من قلعة بعلبك ملكا للانسانية».

ورأى ان هذا المتحف يتميز عن غيره من المتاحف التي «تعيدنا الى الزمن الغابر والمفصولة عن التراث الحي». وقال: «انه شهادة للابداع في حفظ الابداع ولذلك يستحق اهتمامنا. ومما يضاعف السرور ان المهندسة المعمارية زها حديد تولت عملية التصميم». وفي الختام، روى رئيس حزب «الوطنيين الأحرار» ونجل الرئيس كميل شمعون دوري شمعون ان والدته زلفا كانت تزور كل القرى اللبنانية لتطلع على مختلف انواع اللباس الفولكلوري. وقررت ان تخيط ملابس اول فرقة قدمت عرضا في بعلبك بمساعدة المصمم الروسي موييسيف. وذلك في قاعة مجلس الوزراء في القصر الجمهوري (في بعبدا). ومما روى ايضا انه في العام 1958 حين اندلعت الثورة (الحرب الاهلية) اول ما خافت عليه السيدة زلفا هي الثياب فوضبتها في صناديق واخرجتها سرا فقيل وقتذاك ان الرئيس وزوجته يهمان بالرحيل.