عبد محفوظ في روما يحصد النجاح بمرارة

أخبار لبنان المأساوية ظللت مجموعته لخريف وشتاء 2006 ـ 2007

TT

لم يكن سهلا على مصمم الازياء اللبناني عبد محفوظ ان يقف على بوديوم الاكاديمية الألمانية في فيللا ماسيمو في روما، يحيي جمهورا مبهورا بمجموعته لخريف وشتاء 2006 ـ 2007 ويخفي قلقه وألمه لمتابعة الأخبار المأساوية التي يعيشها وطنه. ذلك ان محفوظ الذي غادر الى العاصمة الايطالية للمشاركة في اسبوع الموضة «التا روما» عشية اندلاع الحرب وحصار لبنان وجد نفسه مرغما على القيام بواجباته المهنية وبنجاح كعادته. لكن هذا النجاح اكتسحته المرارة والحرقة.

وكان محفوظ قد اختار لمجموعته المشبعة بالدهشة والغموض رؤية أشبه بقوس قزح يربط وسط آسيا بشرق اوروبا، كأنه استحضر امبراطورة لا تتردد في العبور الى روح المناطق الساحرة للعمق الآسيوي لتتزين بالحلي المشغولة بفرح نابت من بيئته. لذا حول هذه الرؤية مهرجانا يضج بالاناقة.

والترحال في أعمال محفوظ لهذه المجموعة يأخذنا الى فساتين تليق بالقصور، حيث كان ممكنا أن نسمع حفيف القماش على الرخام، نتأمل ايقاع التطريز بالبرق والستراس والتصاميم المفتوحة على انكشاف خفر يسكب الانوثة بكامل بهائها ويبرز القوام وانحناءاته الفاتنة. ويتنزه بالكاد بين الخيط والخيال. ولتحقيق هذه الغاية اختار المصمم وفريق عمله أقمشة بألوان ملوكية من الموسلين والجورسيه والتافتا، مثنية بعناية ودقة. وكل هذه الجمالات تكتمل بالاتيزانا المحفورة بأنامل الريفيين في جبال افغانستان، تطوع معادنها لتحولها كنوزا من العقود والاقراط والاساور المطوعة بأسلوب تراثي عريق، لتوحي بمشهد أسطوري للامبراطورة الغارقة في أحلامها والهائمة في أحضان الاودية الافغانية.