الإنجليز يتخلون عن ربطات العنق والجاكيتات.. والطرقات تذوب

موجة الحر في لندن تتحدى حرارة الخليج

TT

في موجة حر غير مسبوقة بلندن، وصلت درجات الحرارة أمس الى 39 درجة مئوية، رافعة معها الحرارة في وسائل النقل العام، إذ سجلت درجات الحرارة في الحافلات 52 درجة مئوية، في حين وصلت في قطارات الأنفاق إلى 47 درجة مئوية، متحدية بذلك المناخ الخليجي خلال فصل الصيف.

وبما أن الطرق في المدن البريطانية غير مصممة للتأقلم مع الحرارة المرتفعة ذاب القار الذي يعبد الطرقات وسط مدينة بليموث مسببا حالة غير مرغوب فيها أدت الى التصاق أحذية المارين بالقار الحار، مما استدعى إحضار المعدات الضخمة لرش الطرقات بالحجارة الصغيرة للحد من المشكلة الطارئة. واللافت في الموضوع هو أن ظهور تلك المعدات يكون عادة في فصل الشتاء بحيث يتم استعمالها في رش طبقة من الملح على الطرقات المغطاة بطبقة من الجليد تؤدي الى التزحلق.

كما أن نقابة العمال في بريطانيا سمحت للموظفين الرجال بالتخلي عن جاكيتاتهم وربطات عنقهم بسبب الحر الآخذ في التهاب اوروبا.

وأبدى عدد كبير من البريطانيين الذين يقومون باستعمال وسائل النقل العام سخطهم على نظام النقل بكامله الذي لم يجهز أيا من وسائله بمكيفات الهواء على عكس وسائل النقل المتطورة في جاراتهم الاوروبية أمثال فرنسا واسبانيا والمانيا وإيطاليا. فتحولت برك المياه في الحدائق العامة اللندنية الى برك للسباحة، لجأ اليها الناس لترطيب أجسادهم واللهو في نفس الوقت وطالت موجة الحر أيضا الحيوانات فتم تقديم المثلجات والآيس كريم لها داخل حدائقها.

وأطلقت حالة من الاستنفار من قبل القطاع الصحي في بريطانيا الذي نبه السكان من خطر الحرارة وقدم طرقا للحماية منها بعد أن سجلت عدة حالات مرضية في المستشفيات.

وبينت تقارير مراكز الرصد الجوي بأن يوم أمس كسر الرقم القياسي في تسجيل أعلى درجة للحرارة في تاريخ بريطانيا منذ عام 1911 متخطية بذلك أيضا أعلى درجة حرارة سجلت في نفس اليوم عام 2003 عندما وصلت درجة الحرارة حينذاك الى 38.5 درجة.

وذكرت صحيفة «ذي صن» أن 39 من الذين حضروا حفلا في الهواء الطلق استضافته الملكة اليزابيث الثانية في قصر باكينغهام تلقوا العلاج بعد إصابتهم بالانهاك الحراري، وذلك بعد أن تعرضوا لحالات إغماء.

وقال بعض الحاضرين بعد الحفل ان الملكة قالت لهم ان حدائق قصرها تعاني من موجة الحر وتتعرض للجفاف بسبب عدم ريِّها، التزاما بقانون الحد من استخدام المياه الذي صدر منذ شهرين. ولم ترحم الحرارة الملتهبة باقي الدول الاوروبية المجاورة فقد طالت كلا من فرنسا والمانيا وهولندا، مما استدعى إعادة ترتيب البرامج المقررة للنشاطات في الهواء الطلق.

في هولندا، قرر منظمو مهرجان للمشي، يقام سنويا على مدى أربعة أيام في منطقة نيميجين، إلغاءه وذلك للمرة الاولى منذ بدء إقامته عام 1909 وذلك بعد وفاة اثنين من المشاركين فيه.

وعانى حوالي 300 شخص من متاعب صحية بسبب الحر، مما أدى الى نقل 30 منهم الى المستشفيات لتلقي العلاج.

وفي فرنسا، توفي اثنان من المسنين بسبب الحر بعد أن وصلت الحرارة في منطقة جيروند، حيث يقيمان، إلى 35 درجة مئوية. كما أفادت السلطات الفرنسية المحلية ان رجلا، 85 عاما، وامرأة،81 عاما، توفيا في منطقة بوردو بعد تعرضهما لمضاعفات طبية ازدادت حدتها بفعل درجات الحرارة المرتفعة. يشار الى أن فرنسا تعرضت لموجة حر مشابهة عام 2003 راح ضحيتها 15 الف شخص.

وفي بريطانيا، طلبت السلطات المحلية في وسط لندن من العديد من المدارس إغلاق أبوابها عند فترة الظهيرة وعدم مواصلة الدراسة الى فترة ما بعد الظهر، كما طلبت إدارات المدارس التي لا تزال مفتوحة في لندن من الأهالي تزويد أطفالهم بقناني المياه وكريمات حامية من أشعة الشمس وقبعات تحمي الرأس من الحرارة. وتم نشر تقارير بواسطة وسائل الاعلام المكتوبة والمرئية قدمت إرشادات مفيدة للسكان للوقاية من الشمس أثناء تنقلهم؛ من بينها شرب كميات كبيرة من الماء واختيار ثياب خفيفة فاتحة الالوان وارتداء القبعات القطنية، وتجنب المأكولات الحارة والدسمة واستبدال السلطة والفواكه بها لانها تحتوي على كمية من السوائل، واصطحاب عبوات بخاخة يوضع فيها ماء ورشها على الوجه والرقبة من وقت الى آخر.