فنانو مصر غاضبون من الموقف العربي والدولي تجاه لبنان

نظراؤهم العرب يتعهدون في باريس بإقامة مهرجان بيروت السينمائي في موعده

TT

مع اشتداد الهجمة الاسرائيلية على لبنان، نظم عدد كبير من نجوم الفن المصري أمس الأول مؤتمرا شعبيا في مقر نقابة الممثلين بالقاهرة، نددوا فيه بالعدوان الاسرائيلي على لبنان وطالبوا بطرد السفير الاسرائيلي من القاهرة، ومقاطعة السلع والسينما الأميركية. كما طالبوا الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى بتقديم استقالته بعد فشله في حل الأزمة اللبنانية وتوحيد الصف العربي.

وكان من بين الحضور الفنانون عادل امام وصلاح السعدني وليلي علوي وفاروق الفيشاوي وسميحة ايوب ومحمود يس والسيد راضي وممدوح الليثي وأشرف زكي وخالد الصاوي ونصير شمة واثار الحكيم ومحسنة توفيق. وقد استمر المؤتمر ثلاث ساعات طالب فيه الفنانون بتنظيم تحرك شعبي بعيدا عن الأنظمة.

وقال الفنان عادل امام في كلمته أمام المؤتمر، ان العالم كله يقف متفرجا على المذابح التي ترتكبها اسرائيل ضد الشعب اللبناني، فيما تتشدق الولايات المتحدة بالديمقراطية ودعاوى نشر العدالة الدولية. إلا ان كل ما يعنيها هو إشباع النهم الاسرائيلي للدماء العربية، وتدعم حربها غير المبررة على لبنان. وأكد عادل إمام أن مؤتمر الفنانين المصريين ما هو الا صرخة ربما يصل صداها الى العالم كله حتى تتحرك الشعوب.

واتهم الفنان صلاح السعدني عمرو موسي الأمين العام لجامعة الدول العربية بالعجز عن اتخاذ موقف ايجابي تجاه العدوان الاسرائيلي. واختتم السعدني كلمته بمطالبة الشعوب العربية بمقاطعة السينما الأميركية. الفنانة ليلي علوي انتقدت موقف الحكومات العربية الصامت تجاه ما يحدث، وقالت إن المشاهد الدموية التي نراها على الشاشة، تؤكد ان اسرائيل كانت قد بيتت النية لهذا العدوان وأن الشعوب العربية ما زالت تنتظر ردا من حكوماتها التي تأخرت كثيرا في الرد. أما الفنان فاروق الفيشاوي فقد تساءل قائلا: الى متى ستظل الانظمة العربية صامتة تجاه ما يجري في لبنان، تكتفي بالشجب والتنديد والادانة لما يحدث فيه. وقالت الكاتبة فتحية العسال، التي عاشت تحت وطأة الحصار الاسرائيلي بضعة ايام اثناء زيارتها لبيروت: ان ما يجري في لبنان لا يصدقه عقل بشري، ولا بد من مساندة الشعب اللبناني في محنته التي لا يشعر بها من يقيمون المهرجانات والحفلات. وكعادتنا في البلدان العربية عند كل أزمة تمر بها الامة العربية، نجتمع لنتباكي ونصرخ ونتكلم وندين ونؤيد.. والمحصلة النهائية لا شيء».

وفي باريس، وجه سينمائيون عرب واسرائيليون نداء نددوا فيه بـ«وحشية وقسوة السياسة الاسرائيلية» في لبنان، وفي قطاع غزة، وذلك في بيانات وردت الى باريس خلال انعقاد البينالي الثامن للسينما العربية. وأكد اربعون سينمائيا اسرائيليا، كما ذكرت الوكالة الفرنسية للأنباء، من بينهم الفرنسية الاسرائيلية سيمون بيتون مخرجة «مور» (جدار) رفضهم «المطلق لوحشية وقسوة السياسة الاسرائيلية، التي بلغت مستويات جديدة في الاسابيع الأخيرة»، وذلك في رسالة تضامن ارسلت الى زملائهم العرب المجتمعين في باريس بمناسبة البينالي. وقال الموقعون ومن بينهم آفي مغربي مخرج «من اجل واحدة فقط من عيني الاثنتين» وايال سيفان مخرج «الطريق 181: جزء من رحلة الى فلسطين ـ اسرائيل». كما ندد نحو اربعين من المخرجين والمنتجين والممثلين العرب بـ«جرائم القصف والمذابح التي يرتكبها الجيش الاسرائيلي ضد الشعبين اللبناني والفلسطيني». وتعهد الموقعون ومن بينهم رشيد مشهراوي وخليل جوريج واسماعيل فروخي وخالد غربال ورشيدة كريم، بالعمل على اقامة مهرجان السينمائي المقرر اقامته في بيروت في سبتمبر (ايلول) المقبل، والتوجه الى العاصمة اللبنانية في هذه المناسبة.