التكنولوجيا تغير قوانين اللعبة الرومانسية

على الخطين.. في الاتصال والانفصال

TT

رسائل الجوال، التي يمارسها ويحبذها الملايين من الناس في بريطانيا، بدأت تلعب دورا حيويا في حياة الناس الرومانسية، كما اظهر بحث حديث. اذ اصبح تأثير الجوال على حياة الناس كبيرا، وبدأ يغير ويحدد سلوكنا وعلاقتنا مع الآخرين، اي كيف نبدأ بالعلاقة وكيف نحافظ عليها، واحيانا كيف نضع حدا لها.

وتقول الدراسة، التي قام بها معهد العلوم السياسية والإقتصادية في جامعة لندن، ان اكثر من نصف الشباب (من الفئة العمرية 18-24) استقبل او ارسل رسالة جوال تدعوهم لموعد غرامي، وبنسبة لا تقل عن ذلك فقد تبادل الكثير منهم رسائل اباحية، واعترف 53 في المائة منهم بالغش، وذلك بإرسال رسائل غزل لآخرين رغم ارتباطهم بعلاقات زوجية ثابتة.

وبدلا من الرسائل المكتوبة القديمة والتي كانت تبدأ بجملة «عزيزي فلان»، اصبحت رسالة الجوال تكتب مشفرة بحروف تدل على كلمات عند لفظها تترجم الى كلمات كاملة تعني «لا اريد ان أراك». واعترف 20 في المائة من العينات انهم وضعوا حدا لعلاقاتهم الغرامية بإرسال مثل هذه الرسائل المشفرة لصديقاتهم.

كما يقول البحث ان هذه التكنولوجيا قد غيرت من ادبيات كتابة الرسائل. اذ لا يعبأ احدا هذه الأيام بإنهاء الرسائل بقبلة، اي بعلامة (X). وقالت كيت فوكس مديرة مركز ابحاث القضايا الاجتماعية البريطاني ان الكتابة المختصرة للرسائل ساعد بشكل كبير في العلاقات الرومانسية، مضيفة «ومع الرسائل الجوالة يمكنك الانخراط في محادثة قصيرة ومختصرة. كما يساعد هذا النوع من الرسائل في تركيز افكار الشخص بما يريد ان يقوله بخصوص البدء بالعلاقة، وهذا يختلف عن الدعوة الشفهية كما كان يحصل سابقا، والتي كانت تضع الشخص في مواقف محرجة لان الأشياء كانت تتم بعفوية تامة».

كما تقدم هذه الطريقة طوقا من الحماية النفسية بسبب خلوها من التأثيرات المحرجة. ويجد الناس صعوبة بالغة في التعبير عن انفسهم بالطرق التقليدية وهذا ما توفره لهم التكنولوجيا الحديثة من خلال الرسائل الجوالة.

«لقد اصبحت هناك لغة جديدة، ولهجة جديدة، وقوانين جديدة غير مكتوبة في حالة التشكيل، أي ان هناك سلوكيات بدأت تفرض نفسها على حياتنا الاجتماعية»، هذا ما قالته كيت فوكس لصحيفة التايمز.

وقالت هيلي مارشال مؤسسة ومدير وكالة «مواعيد للعشاء»، والتي تنظم اللقاءات الاجتماعية لـ16 الف عضو ان الجوال غير بلا رجعة قواعد اللعبة الرومانسية. «عند كل شخص هذه الأيام جوال. وهذا يعني ان الشخص لا يحتاج ان يجلس امام الهاتف منتظرا وصول المكالمة الغرامية. كل ما عليك ان تعمله هو الخروج الى اين تشاء، والاستمرار بنشاطاتك الاجتماعية. كما ان الجوال يسعفك في حالة تكون فيها بأمس الحاجة لان تنهي موعدا غراما، بعد ان تكون قد تغيرت ظروف اللقاء وتلخبطت». «يمكنك الاعتذار وقتها بأدب، مدعيا ان هناك حالة تتطلب منك مغادرة المكان»، قالت هلي مارشال.

واعترف 14 في المائة من العينات انهم استعملوا جولاتهم للتواصل مع الآخرين من «خلف ظهور» شركاء حياتهم ومن دون معرفتهم. وقال بيل موني المتخصص في العلاقات الشخصية ويعمل في صحيفة «ذي تايمز» ان الكثير من القراء ممن يكتبون له قالوا انهم اكتشفوا وجود شخص ثالث في العلاقة من خلال ارقام التلفونات المدرجة على قائمة الاتصال في جولات شركائهم. «في السابق كان هؤلاء يكتشفون الخلل في العلاقة من خلال احمر الشفايف على لياقة القميص او وجود شعرة شقراء على بدلة الزوج الكحلية».

والدراسة التي تضمنت مقابلات مع 16 الفا و500 عينة قامت بها شركة «كار فون وير هاوس» بالتعاون مع معهد العلوم السياسية والاقتصادية بجامعة لندن، بينت ان 54 من النساء (تحت 25 عاما) استعملت التلفون لردع الرجال من الاقتراب منهن.

وحسب الاحصائيات ان متوسط ما يرسله الشخص في اليوم الواحد هو 3.6 رسالة الكترونية، مقابل 2.8 مكالمة، وان الفئة العمرية التي تلجأ الى ارسال الرسائل الالكترونية هي من 18 – 24 عاما. اذ يرسل هؤلاء بمعدل 6 رسائل في اليوم.