«الدجاج» يعود لتصدر موائد الأفراح في المغرب

بعد تراجع الحديث عن إنفلونزا الطيور

TT

استعاد الدجاج المغربي اخيرا مجده الضائع وكرامته التي اهدرتها لاشهر عديدة، اشاعة اصابته بالانفلونزا» اسوة بزملائه الطيور المنتشرة في عدد من دول العالم، عاش خلالها اياما عصيبة بعد ان وصل سعره الى الحضيض، اي اقل من دولار واحدا للكيلوغرام، ولا من يشتري.

اما حاليا فقفزت الاسعار الى 30 درهما للكيلوغرام (الدولار يساوي 8.8 درهم)، اما سبب هذا الارتفاع لاسعار الدجاج، فهو حلول موسم الاعراس والحفلات في المغرب، التي تقام خلال شهري يوليو (تموز) واغسطس (اب)، اضافة الى تراجع الحديث عن انتشار مرض انفلونزا الطيور في العالم.

ويعد الدجاج احد الاطباق الرئيسية التي لا يمكن الاستغناء عنها، ولا بد من وجودها على موائد الافراح المغربية، حيث تأتي اهميتها في الدرجة الثانية بعد الاطباق التقليدية المكونة من اللحوم الحمراء.

ويقدم الدجاج للمدعويين، إما محمرا بالزيتون والليمون المرقد، او ممزوجا باللوز والبيض في حشوة «البسطيلة» الشهيرة.

وتكبد المغاربة الذين اقاموا حفلات زفاف، خلال ذروة الحملة الاعلامية العالمية على الطيور قبل اشهر، مصاريف اضافية، حيث اضطروا الى استبدال حشوة البسطيلة المكونة من الدجاج بحشوة مكونة من فواكه البحر المرتفعة الثمن، بعد ان لاحظوا ان المدعوين للحفلات لا يقربون اطباق الدجاج، وترفع من على الموائد كما هي، من دون ان يمسها احد، او بعد تذوق قطعة صغيرة بحذر شديد، بسبب الفزع من انتقال الانفلونزا المميتة اليهم، حيث لم تفلح التطمينات الرسمية حول خلو المغرب من داء انفلونزا الطيور، ولا صور الوزراء المنقولة على شاشات التلفزيون، وهم يأكلون بنهم قطع الدجاج، ولا حتى البيانات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية بان لا خطر على صحة الانسان من استهلاك الدجاج، في اقناع الناس باعلان المصالحة مع الطيور واستضافتها على موائدهم، لا في الولائم ولا في الوجبات اليومية. اما الاذكياء فاستغلوا رخص اسعار الدجاج في تلك الفترة، ووزعوا بـ«استعجال» الدعوات على الاقارب والاهل لحضور حفل زفاف احد ابنائهم او بناتهم، في موعد قريب، توفيرا للتكاليف، من دون الاهتمام بما يروج، وغير عابئين ببعض التحذيرات الطبية التي بالغت في تهويل خطورة المرض على الانسان.

ارتفاع اسعار الدجاج أثر بشكل ايجابي على الباعة الذين عاينوا كساد بضاعتهم في الاسواق لعدة اشهر مجردين من أي سلطة في اقناع الناس بسلامة صحة دواجنهم المستسلمة اصلا لقدرها، فسواء كانت سليمة او مصابة، فمصيرها الحتمي الذي ينتظرها هو إما الذبح او الحرق.

واذا كان عدد كبير من المغاربة قد توقفوا عن اكل الدجاج لمدة طويلة خوفا من الانفلونزا، فان عددا اخر لم يأبه بالامر، وواصل التهام الدجاج المشوي في المطاعم أو المعد في المنزل بتحد كبير، ومن دون اكتراث لما يقال، حيث اعتقد الكثيرون ان المرض مجرد اشاعة اطلقت في العالم لالهاء الناس، وشغلهم عما يجري من احداث سياسية وتوترات.