دراسة: الغربيون يؤمنون بالخرافات

يدقون على الخشب ولا يفتحون المظلة في البيت

TT

الحديث عن الخرافات في مجتمعاتنا العربية لا بد منه، فهناك من يؤمن بتلك الاقاويل وآخرون يعتبرونها مجرد خرافات لا أساس لها من الصحة. هناك من يرفض السفر أو حتى الخروج من المنزل في اليوم الثالث عشر من الشهر وآخرون يتشاءمون من الرقم 13 بالاساس، لا سيما، إذا صادف يوم الجمعة، وهناك من يدق على الخشب لابعاد العين الحاسدة والغيرة وآخر لا يمر تحت السلم وهناك من يتشاءم من رؤية القط الاسود عند المساء وفتح المظلات داخل البيوت والدخول الى البيت، إذا كان جديدا، متقدما برجله اليمنى، ويقال أيضا إن النظر في المرآة ليلا يجلب النحس، كما انه يجب عدم استخدام المقص في الليل، وسكب الماء ليلا لا يجوز، كما أن عددا كبيرا من الشعوب العربية يربط البوم بالخراب، ويعتبرون الغراب فألا سيئا، كما ان هناك من يعتقد بأن اغتسال العاقر في ماء البحر في يوم أربعاء أيوب يساعدها على الانجاب. هذا الى جانب أقاويل وخرافات أخرى لا تحصى ولا تعد، لكن اللافت في الموضوع هو أننا نعتقد بأن العرب وحدهم يؤمنون بما يسميه البعض بالتفاهات والخرافات التي لا معنى لها، في حين أن الغرب والغربيين يؤمنون بنفس الاشياء ويتشاءمون من حدوث عدة أمور.

فبحسب دراسة قام بها فريق من الباحثين في جامعة ويلز البريطانية حول موضوع الخرافات ونسبة الذين يؤمنون بها تبين أن هناك نسبة كبيرة جدا من الاشخاص المتدينين وغير المتدنيين الذين يؤمنون بمثل تلك الافعال والاقاويل التي يجدها البعض الاخر مجرد تفاهات.

ربع نسبة المشاركين في الدراسة، الذين بلغ عددهم 40 الف شخص أجابوا، بأنهم يؤمنون بما يعتبرونه اشارات وليس تفاهات او خرافات، فمنهم من قال إنه يتشاءم من مسألة فتح المظلة داخل البيت واخر يرش كتفيه بالملح لابعاد العين، والسدس منهم يؤمن بأن الحظ السيئ سيأتيه إذا مر تحت سلم او سقالة، او إذا تخطيت أحدهم على السلالم، هذا بالاضافة الى أن ثمانية من أصل عشرة مشاركين بالدراسة يؤمنون بالعين والحسد ويتحاشونها من خلال الدق على الخشب، وضم الاصبع الوسطى على السبابة لجلب الحظ، لدرجة ان شركة اللوتو او اليانصيب في بريطانيا تأخذ من هذا الرسم شعارا لها بهدف جلب الحظ للناس.

اللافت هنا هو أنه على الرغم من التناقض والتفاوت الذي يفرق ما بين العالمين الغربي والشرقي والتقاليد المختلفة والثقافات المنغلقة والمنفتحة والمجتمعات الصناعية وغير الصناعية، الا أنه يوجد توافق كبير فيما يخص موضوع تصديق الاشارات والايمان بما يراه البعض خرافات. فالشعب البريطاني يعتبر من الشعوب الغربية الاكثر إيمانا بالخرافات، يليهم الايطاليون واليونانيون والاسبان، وتصديق الخرافات يعود الى القرون الوسطى، ولكن في ذلك الحين كانت المرأة هي الضحية، بحيث كانت الاغلبية ممن يؤمنون بتلك الاشياء من النساء وظلت هذه العادات سائدة، فهي منتشرة أكثر وقائمة بشكل أكبر في المجتمعات الريفية. فهناك اتفاق كبير بين العالمين الغربي والشرقي، على اعتبار عدة أشياء على أنها فأل خير أو فأل شر. غير أنه يوجد بعض الاختلاف فيما يخص موضوع الحيوانات. ففي حين يعتبر البريطانيون رؤية القط الاسود تجلب الحظ، وهذا يعود لايام الفراعنة، ولكن لم يعرف السبب لغاية الان، غير ان الاغلبية تعتبر أن رؤية القط تكون إيجابية فقط في حال كان لونه اسود، وفي نفس الوقت يتشاءم العرب منه، كما أن الغربيين يعتبرون البوم طائرا يجلب الحظ، بينما يراه العرب طائرا يجلب البؤس والحظ السيئ.

وفي النهاية ارتأى الفريق البريطاني، الذي قام بالدراسة أنه يجب عدم الاستخفاف بالذين يؤمنون بمثل تلك الاشياء، لان الاستخفاف بهم قد يمس أراءهم الشخصية ومجتمعاتهم وايمانهم الذاتي وهذا الموضوع حساس جدا ويجب عدم التطرق اليه أبدا، لان ذلك يتعارض مع حرية التعبير الشخصية لدى المرء.