في صيف تصل حرارته احيانا الخمسين درجة مئوية، وفي ظل نسب رطوبة عالية، لا يحتاج الزائر لدبي إلا لخطوة واحدة لينتقل من هذا الجو الحارق إلى درجة حرارة تقل عن الصفر، إنه «سكي دبي»، محطة التزلج المغطاة، الوحيدة من نوعها في الشرق الاوسط والأكبر في العالم، والتي باتت الوجهة الأولى لزائري دبي.
وفي الوقت الذي يبحث الزائر عن طريقة يقلل فيها من كمية الملابس التي يرتديها بإعتبار أن حرارة الصيف لا تطاق، كما هي دول الخليج الأخرى، فإن القادم إلى «سكي دبي» لا بد أن يرتدي الملابس الشتوية التي تحميه من برودة «المنتجع الثلجي»، وهو أحد الشروط التي تفرضها قوانين الدخول.
ولأن دبي تضم العديد من حلبات التزلج، غير أن «سكي دبي» جعل هذه الإمارة الساحرة مقصدا لعشاق التزلج على المنحدرات الثلجية من مختلف أنحاء المنطقة والعالم، خاصة خلال شهور الصيف التي تتقلص فيها فرص التزلج حتى في أرقى المنتجعات الثلجية العالمية.
ولأنه وكما يقول المثل «من رأى ليس كمن سمع»، فإن حكاية التزلج على الثلج، صيفا وشتاء، ربما لا تصف الأمر كما هو، فالمسألة لا تتعلق فقط بهواية للتزلج، الذي ربما لها نظير في أماكن أخرى في العالم، إلا أن الأعجوبة الحقيقية في الحجم الضخم لـ«سكي دبي»، فالمنحدرات الثلجية الخمسة تتباين طولا وصعوبة وانحدارا، بل أن أطولها يصل إلى 400 متر وبإنحدار يزيد على الستين مترا، وهو الأمر الذي يتماثل مع المنتجعات الخارجية، وحتى المبتدئين من المتزلجين لهم منحدراتهم السهلة التي صممت خصيصا لهم.
ويوفر «سكي دبي» للزوار فرصة للتمتع بتجربة فريدة، حيث يتم استخدام تقنيات متطورة لتوليد ثلج حقيقي بنفس طريقة تساقطه في الطبيعه، كما أنه مماثل تماما للثلج الطبيعي من حيث الملمس واللون وحتى الطعم، أما طريقة الاحتفاظ بدرجة الحرارة المناسبة، فتأتي عبر صنع 30 طنا من الثلج كل ليلة لاعادة تزويد مسار التزلج بما يسمح ببقائه بنفس مستوياته الثلجية المعتادة.
ويستطيع المتزلجون على اختلاف مستوياتهم الاستمتاع بالمنحدرات الثلجية المتنوعة على اختلاف صعوبتها، ويمكن للمتزلجين على الألواح ممارسة حركاتهم البهلوانية في «الكوارتر بايب»Quarter pipe الذي يبلغ طوله 90 متراً، في حين أن الأطفال وآبائهم سيجدون أرقى مستويات المرح في الحديقة الثلجية التفاعلية بمساحة 3000 متر مربع لتكون أكبر حديقة ثلجية داخلية في العالم. أما بالنسبة إلى الملابس ومعدات التزلج فليس هناك ما يدعو إلى القلق، فقد وضعت «سكي دبي» كل هذه الأمور في الحسبان، فوفرت الملابس الشتوية والمعدات اللازمة، ستهبط من ألواح التزلج عبر المنحدر لتقوم المصاعد بعد ذلك فوراً بنقلك إلى القمة استعداداً لهبوط آخر. هل هذا فقط ما تحتويه أعجوبة «سكي دبي»؟ كلا فلازال للأمر بقية، فنفس ذلك التلفريك الذي يستخدمه المتزلجون في منتجعات سويسرا، هو أيضا موجود في «سكي دبي» وفيه مقاعد معلقة لنقل المتزلجين إلى القمة الرئيسية ليمارسوا رياضتهم وبطريقة توحي وكأن هذا المنتجع حقيقي، وربما يكون كذلك لولا أن الحرارة الشديدة بإنتظار المتزلج فور خروجه من المنتجع الثلجي.
أما المطاعم التي صممت خصيصاً لتحمل صبغة هذا النوع من الرياضة، فتعطي الزائر أقصى درجات المتعة، بالإضافة إلى «سان موريتس» كافيه الكائنة في مدخل «سكي دبي»، و«افالانش كافيه» التي تتوسط مسارات التزلج وتطل على المنحدر، وكذلك محل بيع مستلزمات التزلج «سنو برو» الذي يضم طاقماً من الخبراء يوفرون النصح بشأن ما يحتاجه الزائر من معدات التزلج، إضافة إلى مدربي التزلج المحترفين الذين سيقدمون المساعدة أثناء عملية تعلم بسيطة يعمّها المرح لإتقان التزلج.