ساحة «الطرف الأغر» التاريخية.. ما زالت تغري زوار لندن بصخبها واحتفالات كرنفالاتها

TT

لا يمكن لزائر العاصمة البريطانية لندن أن يضيع على نفسه فرصة التجول في أحد أشهر ساحات العالم، ساحة الطرف الأغر «ترافلغار سكوير» الواقعة في قلب لندن، والتي تعد من أهم الوجهات السياحية البريطانية، ومعقل المظاهرات والاعتصامات والخطب السياسية، وأشهر نقطة تجمع في لندن لإقامة الاحتفالات، كاحتفال رأس السنة.

الساحة سميت بهذا الاسم نسبة إلى الانتصار الانجليزي الكبير في معركة الطرف الأغر البحرية والتي دَمر فيها الأسطول البريطاني أسطولي فرنسا وإسبانيا عام 1805م، حيث يتوسط الساحة تمثال ضخم لقائد المعركة اللورد نيلسون، محاطاً بأربعة أسود برونزية ومجموعة من النوافير والتماثيل المتباعدة.

وتزهو ساحة الطرف الأغر طيلة العام بضمها صنوف من السياح الذين قدموا من شتى دول العالم، لمشاهدة أهم الأماكن السياحية في وسط لندن والتقاط الصور التذكارية أمام التماثيل المشيدة أو شراء إحدى التحف والميداليات والقمصان المزينة بصور المعالم البريطانية والتي تزخر بها المحلات المحيطة بالساحة. خاصة مع وجود الكثير من الباعة المتجولين الذين يستغلون تجمعات السياح في عرض مشغولاتهم اليدوية، إضافةً إلى رسامي البورتريه الموزعين بين ساحتي الطرف الأغر والبيكادللي. وزائر الساحة لا بد أن يعرج شمالاً تجاه المعرض الوطني «ناشيونال غاليري» المطل مباشرة عليها، والذي يضم مجموعة ضخمة من اللوحات الفنية لعدد من أشهر رسامي العالم، وزعت داخل غرف مرتبة بحسب الحقبة الزمنية التابعة لها، حيث تجاوز عمر بعض هذه اللوحات مئات السنين، وقد وضع أمام المعرض المفتوح للزوار يوميا من الساعة العاشرة صباحاً إلى السادسة مساءً صندوق للتبرعات كُتب أمامه «ساهم معنا ليبقى هذا المكان مجانيا».

وقد كان أبرز ما يميز ساحة الطرف الأغر «ترافلغار سكوير» الكم الهائل من الحمام الذي اشتهرت به والذي كان يغطي كل أرضيتها، خاصة مع كثرة بائعي الحبوب الذين يرتادهم السياح للاستمتاع بإطعام الحمام وهو يداعبهم ويقف حولهم أو فوق أكتافهم، إلى أن أصدرت بلدية لندن قرار إلغاء تراخيص بيع طعام الحمام قبل ست سنوات، وذلك لما كانت تخلفه أطنان بقايا طعام الحمام من قاذورات تشوه من قيمة ونظافة المكان. وقد عُلقت حديثاً في واجهة الساحة لوحة كُتب عليها بخمس لغات ـ بما فيها العربية ـ «لا تُطعموا الحمام.. الحمام يسبب الإزعاج ويضر بالساحة». وإن كان بعض أسراب الحمام يأمل بعودة سنوات عزه ودلاله، حيث لا يزال يراوح في مكانه بين أعمدة وأرضيات الساحة.

وحالياً، فإن أهم ما يميز ساحة الطرف الأغر هو الكرنفال الفني السنوي، والذي أكمل قبل أيام عامه الخامس، حيث افتتح في الثالث من هذا الشهر أغسطس (آب) ويستمر مدة ثلاثة أسابيع لينتهي في العشرين من الشهر نفسه، ويشمل كل يوم فيه مجموعة من الوصلات الغنائية إضافة إلى الاستعراضات والرقصات المنوعة والتي تقدمها فرق فنية بريطانية وأخرى قادمة من إسبانيا وألمانيا وفرنسا وكندا، تتناوب على الوقوف أمام الجموع في واجهة الساحة بين الأسود البرونزية الأربعة كل مساء، عدا يومي الاثنين والثلاثاء، وفق برنامج مجاني منوع وصفه عمدة لندن كين ليفينغستون بأنه موجه لكل أفراد الأسرة، وذلك خلال النشرة الترويجية الخاصة بالكرنفال، حيث كتب قائلاًً: «إن أفضل طريقة لرؤية الكم الهائل من الثقافة والإبداع هي في مشاهدة هذه العروض المقدمة في وسط لندن، ويعتبر هذا المكان هو الأنسب لمن يبحث عما يشد الطفل ويضفي جواً من المتعة والحبور لكل أفراد الأسرة».