بعد عرضه في فرنسا قبل عام حط معرض المكتشفات الأثرية الزرقاء في أوغاريت الساحلية السورية «بلوز 2006» رحاله في المتحف الوطني بدمشق، حيث تعرض هذه المكتشفات الزرقاء والنادرة في معرض أثري، لتنتقل بعدها إلى أماكن أخرى.
والمعرض المسمى: «المادة الزرقاء في أوغاريت» قالت عنه مديرته ميسر يبرودي لـ«الشرق الأوسط»: فكرة المعرض جاءت من قبل البعثة الفرنسية المنقبة في أوغاريت مع مساعدة من قبل المتحف الوطني بدمشق والسفارة الفرنسية ومتحف الشرق في ليون ويضم حوالي 27 قطعة صلصال و280 قطعة من أشباه الزجاج، حيث تشكل اللازورد أو المادة الزرقاء والتي كانت مشهورة جداً في أوغاريت وفي مصر. فالأزرق هو لون الحياة وله ارتباط بالآلهة في الحضارات القديمة، كما كان أكثر الملوك، إذا كان يريد التحدث عن قصره كان يتفاخر بأنه بني من الذهب والفضة وحجر اللازورد الأزرق».
وهذا الحجر الطبيعي كان يستورد من أفغانستان وباكستان، وكانت أوغاريت في الألف الثاني قبل الميلاد أكثر مدينة مصنعة لهذه المادة التي دخلت ضمن التعريف الإلهي القديم، وأن الآلهة تفضل اللون الأزرق، كما من المحتمل أن تكون استخدمت بكثرة في أوغاريت بسبب التفسير الميثولوجي على أنها رمز مقدس، وأنها ترد الحسد، وأنها مع اللون الأخضر القريب من الأزرق هي ألوان الحياة. بدأت أعمال التنقيب في أوغاريت عام 1925 وحتى الآن اكتشفت آلاف القطع من المادة الزرقاء وبأشكال مختلفة ومنها الأواني والأختام الاسطوانية والخرزات وبيادق اللعب، وتم عرض قسم منها في المعرض الحالي. وتم تنظيم هذا المعرض المقام من أجل عيد العلم من قبل بيت الشرق والبحر المتوسط بالاشتراك مع مركز الأبحاث والترميم التابع لمتاحف فرنسا وبدعم من إدارة الاعلام العلمي والتقني في المركز الوطني للبحث العلمي. كما حصل على دعم من قبل متحف اللوفر والمعهد الفرنسي للشرق الأدنى بدمشق.
وكانت أوغاريت القديمة عاصمة مملكة أوغاريت تشغل هذا الموقع خلال عصر البرونز الحديث «الألفية الثانية». وقد توجه نظر الاختصاصيين نحو الأزرق وهو لون اللازورد حجر نصف كريم مطلوب منذ أقدم العصور، وكان يجلب من آسيا الوسطى وقد سمحت التنقيبات بالكشف عن أشياء مصنوعة من مواد طبيعية نادرة وأخرى مصنعة من مواد صعبة وبالإجمال تم العثور على 20 الف قطعة زجاجية تعود للألفية الثانية قبل الميلاد، تسمح بالتساؤل عن قيمة اللون الأزرق في المجتمعات القديمة.