فن ولعب وجد في متحف الأطفال في مانهاتن

التعلم عن طريق اللعب

TT

ما هو العمر الذي تتوقع أن يكون عليه أطفالك قبل ان تأخذهم الى متحف لإلقاء أول نظرة على لوحة «الموناليزا»؟

الجواب قد يكون عمر الثانية أو الثالثة. ولن يتطلب الأمر رحلة بالطائرة الى باريس.

ويعتزم متحف الأطفال في مانهاتن ان يعرض نسخة أخرى من الموناليزا مع واحد من رسوم الكهوف وآخر من الرسوم المصرية القديمة ولوحة لجاكسون بولوك وأعمال فنية أخرى، على جدار في معرضه الجديد الدائم الذي يحمل اسم «بلايووركس»، والمقام على مساحة أربعة آلاف قدم مربع، وهو مخصص للأطفال دون سن الخامسة. ولكن هذا سيكون بعيدا عن مجرد تاريخ فني بسيط موجه لتعليم الأطفال.

فتحت كل صورة ستكون لوحة زيتية ثانية، ونص يفسرها ومجسم في متناول الأطفال. وهذا التركيب سيكون مجرد واحد من سلسلة من المعارض المتفاعلة: جدار شفاف هائل يستخدم سطحه للرسم بالأصابع، وهيكل سهل التسلق وفيه صور من نوع الديوراما المخفية، وهي صور ينظر اليها من خلال ثقب في جدار حجرة مظلمة، ومختبر رملي فيه «كنوز» خبيئة، ومنطقة بناء لغرض صنع آلات أو أجهزة، وتنين صغير آلي يقول كلمات عندما يرمي الأطفال حروفا في فمه. والتركيز في هذا المعرض ليس على الطريقة القديمة التي تقول ان التعليم متعة وإنما على طريقة جديدة تقول ان المتعة تعليم.

وقالت كاثي هيرش باسك، أستاذة علم النفس في جامعة تمبل، ومؤلفة كتاب «آينشتاين لم يستخدم وسائل ايضاح قط»، وهو كتاب يلخص عنوانه فلسفة المعرض، قالت إن «الفكرة هي أنه في لحظات اللعب اليومي يتلقى الأطفال في الواقع قدرا هائلا من التعليم». وفي مقابلة هاتفية مع الدكتورة هيرش باسك، وهي مستشارة المشروع، قالت ان أهمية اللعب كأساس للتعلم هي «رسالة ثقافية هامة نقديا».

وهي رسالة يعتزم المتحف أن يأخذها الى ما هو أبعد من مانهاتن. فهذا المشروع الذي تبلغ قيمته ثلاثة ملايين دولار والذي يفتتح يوم 21 سبتمبر (أيلول) المقبل في مبنى المتحف يمثل بداية مبادرة تعليمية، وهو برنامج تطلب اعداده سنوات عديدة، ويأمل المتحف ان يوفر من خلاله نماذج لمعارض مماثلة على نطاق البلاد. وفي أواخر عام 2007 يعتزم تدشين نسخة عبر الأقمار الصناعية من مشروع «بلايووركس» في حي ساوث برونكس بمدينة نيويورك، وهي الخطوة الأولى نحو اقامة متحف للأطفال في ذلك الحي.

وتشكل فرصة تعليم الأطفال ما قبل سن الدراسة جزءا من المعرض الذي يوجد فيه مختبر ابحاث منهجي. ويحتوي المعرض على ثلاث كاميرات لتسجيل نشاط الأطفال وأولياء أمورهم. وفي الخريف المقبل سيستخدم الأخصائي في علم النفس مايكل كوهين المختبر لتدشين سلسلة من الدراسات على نطاق البلاد حول الكيفية التي يمكن بها للصيغ الجديدة من الإعلام الإلكتروني ان تقدم الفوائد للتعليم.

ومشروع «بلايووركس»، الذي صممته روتو ستوديو، وهي شركة في دبلن بولاية أوهايو، مكرس لا لتعزيز المعارف الأولية كالقراءة والكتابة وحسب، وانما أيضا الاستيعاب الرياضي وما تسميه الدكتورة هيرش باسك «المعرفة الثقافية». ومن هنا يأتي موضوع «الموناليزا». وبينما يقسم العرض الى اقسام مثل الفن الاستكشافي ومنطقة العلوم ومنطقة ممارسة اللعب (بالنسبة للأطفال الصغار) فان كثيرا من العناصر تتسم بالتداخل.

وستعكس أجواء المعرض مشاعر الترحيب بأولياء الأمور، خصوصا أولئك الذين لم يكونوا معتادين على الذهاب الى المتاحف.

واذا ما كان المعرض فعالا فانه سيعطي أولياء الأمور من جميع مستويات المداخيل أفكارا حول اللعب بطريقة إبداعية مع أطفالهم. ومن الطبيعي أن المسؤولين في المتحف سيعرفون المزيد ما ان يجري افتتاح مشروع «بلايووركس». وقال أندرو أكرمان، المدير التنفيذي لمتحف الأطفال في مانهاتن «نحن نترك جزءا من الميزانية لأغراض التعديل والتصحيح. غير ان هناك شيئا واحدا يمكن أن نضمنه. فبالقدر الذي نختبر ونصمم سيجد الأطفال طرقا مختلفة في استخدام الأشياء».

* خدمة «نيويورك تايمز»