توأمان تتفرقان في الصين وتلتقيان في أميركا

الصحافة المحلية والعالمية تجد مادتها في القصة الإنسانية «المعجزة»

TT

عندما قررت هولي وزوجها دوغلاس فانك تبني طفل قبل عدة سنوات، اشتريا زوجين من كل شيء، معطفين وعربتين ولعبتين، على امل ان ينجحا في ايجاد توأمين يتقاسمان الأشياء بالتساوي. وبعد ان قطعا 12 الف ميل للوصول الى مأوى للأيتام في الصين، كانت النتيجة تبنيهما لطفلة وحيدة انجذبا اليها مباشرة و«وقعا في حبها» وسمياها مايا.

وكانت مايا قد تركت على جانب الطريق قريبا من مصنع للنسيج في يانغزو، بمقاطعة يانغزو في شرق الصين. وكان ذلك في يونيو (حزيران) 2003 بعد ساعات قليلة من ولادتها.

وبعد رجوعها من الصين مع مايا، تخلصت العائلة فانك من الاغراض الاضافية واحتفظت فقط بالدمية الخروف. واستقرت مايا في بيتها الجديد في احدى ضواحي مدينة شيكاغو.

ومن خلال المواقع الإلكترونية التي تقدم خدمات لعائلات التبني، تبادلت عائلة فانك مع عائلات أميركية أخرى الاخبار حول اطفالهم ممن تبنوهم من خارج الولايات المتحدة. ومن هذه العائلات كانت هناك عائلة كارلوس وديانا راميريز من «بيمبروك باينز» من ولاية فلوريدا. وكانت عائلة راميريز قد تبنت في نفس الفترة طفلة صينية من نفس المنطقة ومن نفس بيت الأيتام، وكانت هي الأخرى قد وجدت على جانب الطريق وقريبا من مصنع النسيج، وهذا ما اكتشفته عائلة فانك من خلال المراسلات الاكترونية. والغريب في الأمر ان عائلة راميريز قررت بعد اكمال عملية التبني اختيار اسم مايا لطفلتهم. وبعد ان تبادلت العائلتان اخبارا اضافية وصورا كانت مع بعضهما البعض بدأت الشكوك تتسرب اليهما وساد الاعتقاد بأن هناك غموضا في الموضوع والكثير من المعلومات المتطابقة غير المفهومة. وقررت العائلتان اجراء فحوص الحمض النووي «دي.ان.ايه» للتأكد من هوية مايا فانك ومايا روميريز. وجاءت نتيجة الفحوص لتؤكد انهما توأمتان.

القصة تصدرت صفحات الصحف ألأميركية الوطنية والمحلية، والكثير من الصحف الدولية. وقالت السيدة فانك، الأم لخمسة اطفال آخرين، في تصريح نقلته صحيفة «التايمز» اللندنية: «أشعر بعدم القدرة على الكلام، انها معجزة. في هذا البحر من الانسانية تمكنت الشقيقتان من ايجاد بعضهما البعض». وبعد ثلاثة سنوات من انفصالهما مباشرة بعد الولادة وظهور نتيجة الفحص التقت الشقيقتان مايا فانك ومايا راميريز، ولأول مرة في مطار شيكاغو. وعند اللقاء، الذي غطته الكثير من الصحف وشبكات التلفزيون، قدمت مايا فانك لشقيقتها مايا راميريز الدمية «الخروف» التي احتفظت بها العائلة طيلة الفترة الماضية. وفي الدقائق الأولى من اللقاء، اظهرت الشقيقتان بعض الخجل، الا انهما امسكتا بيد بعضهما البعض بعد ذلك لأكثر من نصف ساعة. ثم احتفلت العائلتان بالتئام شملهما في جو أسري خاص في شيكاغو. وارتدت الشقيقتان «تي شيرت» كتب عليه «مباركة مضاعفة».

واتفقت العائلتان على الزيارات المتبادلة رغم اقامتهما في مناطق مختلفة، اذ تفصلهما مسافة 1100 ميل، كما قالت السيدة راميريز.