رصيف للفن والإبداع في قطارات لندن تجذب الركاب بعرض الأعمال الفنية

مشاهد من التاريخ البريطاني .. ملصقات فرعونية ورسومات يابانية

TT

«رصيف للفن» عنوان مشروع تتبناه محطات قطارات الأنفاق في لندن ويهدف لتعزيز الطابع الثقافي المتنوع الذي تحظى به لندن كمدينة تختلط فيها الثقافات. ويعد المشروع امتدادا للخط الذي استحدثه فرانك بيك رائد التصميم والذي تولى ادارة قطارات الأنفاق من 1910- 1920 وخلال ادارته كلف العديد من الفنانين المعروفين للمشاركة في تصميم الملصقات للمحطات.

ومرورا من محطة غرين بارك التي تحمل رسوما تعرض مشاهد من التاريخ البريطاني الى محطة هولبورن التي تحمل ملصقات فرعونية، وذلك لقرب المحطة من المتحف البريطاني، وأخيرا محطة غلوستر روود والتي تحمل ملصقات للفنانة اليابانية شيهو اوشيما التي تحمل عنوان «بريق المدينة وهمسات الجبال»، يتحول رصيف القطار الى مكان للابداع ويخفف عن المسافرين عناء السفر بإضافة جرعة من الفن الجميل ليومهم الطويل.

لوحات اوشيما التي تصور بنايات طويلة تحمل وجوها بشرية ومحاطة بالمناظر الطبيعية، تعتمد في اساسها على طريقة رسم الملفوفات اليابانية وإن كانت شيهو تستخدم الكومبيوتر لتنفيذ لوحاتها وخلق عوالم من الخيال بتفاصيلها المتشعبة. «بريق المدينة وهمسات الجبال» يعرض عالما ممتدا في الزمان يوحي بنظرة مثالية للعالم حيث يختلط الماضي بالحاضر والإنسان والنباتات والجبال في صورة كونية واحدة. وتقول شيهو واصفة علمها الفني «اشعر وكأن افكاري طافت حول العالم وعادت الي متجسدة في شكل صور فنية». وفي معرضها الحالي في محطة غلوستر روود تمتد كل لوحة على طول قوس من الاقواس الجدارية. والمتأمل لتتابع الصور يرى تطور المشهد من الصباح لليل ومن المدينة ببناياتها العالية واضوائها البراقة الى الريف بالاشجار والزهور والسماء الصافية وكانها تجسد للمسافرين على القطار رحلاتهم اليومية.

وقد جذب معرض شيهو انظار الكثير من الركاب الذين مروا بالمحطة وقالت احدى الراكبات لـ«الشرق الاوسط» انها ذهبت خصيصا لرؤية اللوحات بعد ان رأت ملصقات الدعاية، «انه عمل مدهش، أكاد اشعر انني انتقلت من رصيف القطار الى عالم من الخيال البديع».

وعلى الموقع الالكتروني للمعرض، ترك الكثير من الركاب رسائل تعليقا على اللوحات. يقول احدهم «المعرض مذهل. انه بالتأكيد جعل رحلتي اليومية أجمل». وتقول اخرى «افضل دائما ان اسافر عبر هذه المحطة فهناك دائما اعمال فنية تضفي عليها رونقا».