البيت البريطاني يتجه لتحضير وجباته بنفسه

بعد 20 سنة من التدهور

TT

الطباخ الشهير جيمي اوليفر، أثار حالة من الحوار بين الأحزاب البريطانية قبل عام حول تأثير سياساتها الاجتماعية والاقتصادية على ثقافة الطعام في البيت والمدرسة وخارجهما، مما أدى الى المنافسة بينها لكسبه لصالح برامجها الانتخابية. واصبح البريطانيون يشيرون الى كل ما يتعلق بالتأثيرات على ثقافة الطعام بـ«عامل جيمي اوليفر»، سواء أكان ذلك بخصوص الجانب الصحي للأطمعة المقدمة في المدارس او التي تجد طريقها الى مائدة الطعام في البيت.

وفي آخر استطلاع تبين، ايضا بسبب تأثيرات جيمي اوليفر، ان البيت البريطاني بدأ يميل اكثرا فأكثر الى الابتعاد عن المأكولات الجاهزة «غير الصحية» وتحضير وجباته، من الف الى باء، في المطبخ مستعملا الخضروات والفواكه الطازجة.

وتبين ان في عام 2005 ازداد الوقت الذي تمضيه العائلة في تحضير وجبة العشاء الى 36.1 دقيقة من مجرد 33 دقيقة كانت تقضيها في التحضير عام 2002. أي ان العائلة بدأت تغير في نمط حياتها وتوقف التدهور الذي ازداد سوءا منذ 20 عاما.

كما تبين ان الاقبال على شراء الخضروات قد ارتفع خلال عام بمقدار 4.2 في المائة عن العام الماضي، وازداد استهلاك الباستا الايطالية بمقدار 7.3 في المائة والبهارات بمقدار 7.6 في المائة. مما يشير الى ان هناك تغييرا واضحا في نظرة العائلة لما هو صحي او غير صحي، والذي اعتبره التقرير بسبب تأثير جيمي اوليفر.

كما قال التقرير الرسمي، الذي أعدته لجنة اللحوم والمزارع، ان هذه الأخبار سارة ومريحة خصوصا ان التوقعات تشير الى ان واحدا من كل ثلاثة اشخاص سيصنف في خانة البدناء مع حلول 2010.

أما عدد الاناث (17- 24 عاما) اللاتي قلن، حسب التقرير الذي نشر أول من أمس، انهن يتمتعن بتحضير الوجبات بأنفسن قد ازداد بمقدار 77 في المائة عنه قبل عام. وان تجمع العائلة على مائدة الطعام لتناول وجبة العشاء قد ازداد بمقدار 36.3 في المائة من 32.3 في المائة عن العام الماضي. وهذا يتنافى مع ما قيل مؤخرا على ان مائدة الطعام اصبحت شيئا من الماضي واستعمالها من قبل العائلة في حالة تراجع.

اما تناول الطعام امام شاشات التلفزيون فقد تراجع ايضا، حسب التقرير من 46 في المائة عام 2004 الى 41.5 في المائة عام 2005. ويعزي التقرير هذا التغيير الى توجه الناس لتناول الأطعمة الصحية بسبب تأثير عدد من البرامج التلفزيونية المقدمة من قبل مشاهير الطبخ، والتي تؤكد اهمية تناول المواد الطازجة والصحية. وقال كريس لامب من لجنة اللحوم والمزارع، ان الآباء اصبحوا يهتمون اكثر بما يتناوله اطفالهم. و«بدأت الأمهات بالاهتمام اكثر فأكثر بما يأكله اطفالهن».

وتناقص عدد الامهات ممن يخضعن لرغبات اطفالهن من شراء حاجيات تعتبر غير صحية ليصل الى 40 في المائة مقارنة بـ52 في المائة منهن سابقا. ولهذا فإن «زوادة» الطفل بدأت تتضمن الحاجيات الصحية لوجبة الغداء التي يحملها الطفل معه الى المدرسة.