5 لبنانيين من أصل 10 أصيبوا بزيادة الوزن

بعدما جعلتهم الحرب يجلسون لساعات طويلة أمام شاشات التلفزة

TT

ما زال اللبنانيون ورغم مرور اكثر من اسبوع على قرار وقف اطلاق النار يتبادلون عبارات الاطمئنان في كل مرة يلتقون اثر فترة الحرب التي قطعت سبل الاتصال بين كثيرين من الناس.

«الحمد الله عالسلامة»... «انشاالله ما صار شيء عليكم»، «بالحجر ولا بالبشر»... «اللي عمّر مرّة يعمّر كل مرّة»... هي العبارات الاكثر ترداداً، وقد تمر كلها مرور الكرام الا واحدة منها وعادة ما يكون وقعها ثقيلاً على السمع! فلا يكاد اللبناني ينتهي من تلاوة عباراته الكلاسيكية هذه حتى يبتسم ويقول للشخص الآخر: «شو نصحان؟» ويعني ذلك انه مصاب بزيادة في الوزن باللبنانية فيبادره الآخر بالقول: «وانت ايضاً!» فيبدأ سجال عقيم بين الاثنين عادة ما يحاول فيه احدهما المزايدة فيه على الآخر بالكيلوغرامات الاضافية التي حصل عليها! فاللبناني الذي امضى اكثر من شهر قابعاً في منزله من دون ان يمارس اي عمل او حركة او رياضة بدنية سوى متابعة نشرات الاخبار على الشاشة الصغيرة والراديو، اصابته السمنة بحيث اشادت دراسة اولية ان هناك خمسة لبنانيين من اصل عشرة ازداد وزنهم بمعدّل ثلاثة كيلوغرامات للشخص الواحد، الامر الذي انعكس سلباً على نفسية الفرد فصار شغله الشاغل التخلص منها، طبعاً بعد الاطمئنان على الحالة السياسية وتطوراتها.

وتؤكد الاختصاصية الغذائية هدى ارداني معماري ان كمية الطعام التي تناولها اللبناني اثناء الحرب ازدادت ما بين الـ300 والـ500 سعرة حرارية في اليوم الواحد اي ما يقارب العشرة آلاف وخمسمائة سعرة حرارية طوال هذه الفترة. واوضحت ان القلق الذي عاشه اللبناني في حرب يوليو (تموز) الماضي اثّر على نظامه الغذائي فبات يأكل اكثر من ثلاث وجبات اساسية في اليوم الواحد يتخللها تناول المثلجات والمكسرات ورقائق البطاطا والحلويات المنزلية على انواعها، خصوصاً اثناء وجوده امام الشاشة الصغيرة يتابع بقلق التطورات الميدانية. والمعروف ان هذه المأكولات تتضمن الدهون والزيوت بنسبة عالية.

واضافت معماري، المسؤولة عن النظام الغذائي في احد المستشفيات المعروفة في لبنان، ان تناول الطعام بهذه الكثرة هو نتيجة شعور الشخص بشهية دائمة وليس بالجوع اثر حصول عدم توازن في افرازات هرمونية معينة تؤثر على جهازه الهضمي دائماً بسبب التوتر الذي يعيشه. كما ان هناك فئة من الناس تصاب بحالة من الاسهال بسبب الخوف الذي يتملكها عند سماعها الاخبار السياسية المعقدة او هدير الطائرات او انفجار القذائف، مما يجعلها في حالة جوع دائمة.

اما الوسائل التي من شأنها ان تخفف الاقبال على تناول الطعام في حالات القلق والتوتر فهي اعطاء الجسم حصته الكافية من النوم وإيجاد طريقة للتعويض اذا اصيب الشخص بالقلق ولم ينل القسط الوافي من النوم خلال الليل.

أما الوسيلة الاخرى التي تساهم في الحفاظ على الوزن فهي شرب المياه بغزارة، اي ما بين الثمانية وعشرة اكواب في اليوم الواحد، لان الجسم المصاب بالعطش هو في حال جوع دائمة، كما تؤكد معماري.

وكان اللبنانيون اثناء الحرب يمضون اطول فترة من يومهم في تناول الطعام، خصوصاً ان معظمهم تهافت على شراء المنتوجات والسلع الغذائية والمعلبات مع بداية الحرب خوفاً من فقدانها من الاسواق لاحقاً، الامر الذي ساهم في تحريك الرغبة بالطعام، كلما دخل احدهم المطبخ او اي غرفة في المنزل يتناول فيها الموجودون الطعام بشهية.

واكدت الدراسات ان الاشخاص الذين نزحوا او عاشوا تحت وابل القذائف او قريباً منها، هم الاكثر تعرضاً لزيادة الوزن لان تناول الطعام كان بالنسبة اليهم الوسيلة الوحيدة للتخلص من التوتر وتمضية الوقت في ظل شعورهم بفراغ كبير.