رحيل ديانا وملكة بريطانيا في رؤية سينمائية جديدة

فيلم «الملكة» بعد عرضه الأول في مهرجان فينيسيا

TT

لا بد من تسجيل هوس الصحافة الانجليزية بالاميرة الراحلة ديانا والتغطية شبه اليومية لكل ما له علاقة بها ابتداء من ولديها ويليام وهاري الى استنتاجات لا تنتهي عن تفاصيل الحادث الذي اودى بحياتها منذ 9 سنوات. ولا ينكر احد ما لرحيل ديانا من تأثير على العائلة المالكة في بريطانيا. فعقب وفاة اميرة ويلز كان هناك الكثير من التعليقات والانتقادات لردة فعل العائلة المالكة وخصوصا الملكة على مشاهد الحزن العارم الذي لف ارجاء البلاد.

والآن يتناول فيلم سينمائي للمرة الاولى تلك اللحظات الفاصلة في حياة العائلة المالكة ويتكهن النقاد بأن يفوق نجاحة التوقعات. الفيلم «ذى كوين» أو (الملكة) لستيفن فريرز و الذي تلعب بطولته الممثلة البريطانية هيلين ميرين والتي حصلت الاسبوع الماضي على جائزة ايمي لاحسن ممثلة عن تمثيلها دور الملكة اليزابيث الاولى في فيلم تلفزيوني.

وعرض «ذى كوين» أمس السبت في اطار المسابقة الرسمية للدورة الثالثة والستين لمهرجان البندقية السينمائي الدولي و يعتبره النقاد المرشح الاوفر حظا لنيل الاسد الذهبي.

ومن اليزابيث الاولى الى اليزابيث الثانية تصور ميرين الملكة ببراعة شديدة بعد ان غيرت لون شعرها للفضي وغيرت نغمات صوتها لتماثل نغمات صوت الملكة، ويرى النقاد ان اداء ميرين اعطى الدور لمحة من خفة الظل والتعاطف مع شخصية امرأة ارغمت على التخلي عن التحفظ الزائد والتعاطف مع شعبها في لحظات الحزن.

في المؤتمر الصحافي الذي اعقب عرض الفيلم قال ستيفن فريرز مبتسما وقد بدا عليه الارتياح ان الملكة «تعيش بضمير حي منذ 60 عاما»، مؤكدا انه «شعر بتعاطف كبير» خلال تصوير الفيلم مع هذه «المرأة التي تجد نفسها في مرحلة عمرية متقدمة في موقف مأساوي».

ويؤكد صانعو الفيلم انهم قاموا بالعديد من الابحاث ولقاء الكثير من المقربين من العائلة المالكة حتى يصلوا الى اصدق التفاصيل و رسم صورة حادة الملامح لعائلة مالكة جافة المشاعر تتمسك بتقاليد بالية . ورغم ان الفيلم يدور بشكل ما حول ديانا، الا ان المخرج رفض ان تقوم أي ممثلة باداء الدور وفضل ان يعتمد على لقطات من الافلام التسجيلية لديانا وهو ما اثنى عليه النقاد لانه اضاف جوا واقعيا على الفيلم.

يبدأ الفلم في صيف 1997 مع مصرع اميرة ويلز المحبوبة في حادث سيارة مفجع في باريس بعد مطاردة مع مصوري الصحف والمجلات يفاجئ الخبر العائلة المالكة في منتصف الليل.

الملكة اليزابيث الثانية، تجسدها هيلين ميرن، التي يتم ايقاظها من النوم في منتصف الليل تدعو سريعا الى عقد مجلس عائلي.

الامير تشارلز، يقوم بدوره الكس جينينغز، يصاب رغم انفصاله بالطلاق عن ديانا بحالة حزن شديد الا ان باقي افراد العائلة لا تبدو عليهم أي مشاعر تأثر.

ويصدر الامر: جنازة الزوجة السابقة لوريث التاج البريطاني ستكون جنازة خاصة وهو قرار تمليه مراسم البروتوكول على الملكة اليزابيث الثانية لكن الرأي العام يكون له رأي آخر في وداع «اميرة القلوب».

ويعرض الفيلم ايضا لعلاقة الملكة مع توني بلير رئيس الوزراء العمالي الشاب المنتخب حديثا بعد 18 عاما من سيطرة المحافظين ويلمح الى ان بلير رأى فيها شخصية الام. ويشير ايضا الى ان نصح بلير للملكة بمخاطبة شعبها وابداء الاسف على مقتل ديانا قد اثر بشكل كبير على رأي الشعب البريطاني في ملكته. وحسب تقييم احد نقاد صحيفة التايمز فالفيلم استمد سحره من انه كان متعاطفا وناقدا في نفس الوقت وانه جسد فترة لها معناها الخاص عند البريطانيين.