«قصر صاهود» شاهد على التاريخ

وكالة الآثار السعودية تسعى لترميمه وتحويله معلماً سياحياً في الأحساء

TT

في مدينة النخيل، كما يحلو لشعرائها التغني بها، يقع «قصر صاهود» الأثري في حي الحزم وسط مدينة المبرز ثاني أكبر مدن محافظة الأحساء، الذي ينتظر اهالي الاحساء بشوق كبير الانتهاء من ترميمه وفتحة للزوار بعد عقود من اغلاقه. وكانت وحدة الآثار في الأحساء قد منعت زيارة القصر خلال السنوات الماضية خوفا على سلامة الزوار من تساقط بعض أجزاء المبنى خصوصا بعد تآكل بعض المباني جراء سقوط الأمطار والرياح.

واخيرا رسا مشروع «قصر صاهود» الأثري، على إحدى الشركات لإعادة ترميمه، وإعادة أجزاء من أسواره ومبانيه الساقطة، كما أفاد باحث في وحدة الآثار لـ«الشرق الأوسط». وتتضارب المعلومات المتوفرة حول من قام ببناء القصر أو تاريخ بنائه، ويرجع كتيب عن «قصر صاهود» وجوده «إلى سبعة قرون، وبالتحديد في أواخر القرن السابع، في أوائل عهد امراء بني خالد». إلا أن المؤرخ عبد الرحمن بن عثمان الملا، يذكر في كتابه «تاريخ هجر» أن «قصر صاهود أسس على يد الامام سعود بن عبد العزيز بن محمد، في العقد الثاني من القرن الثالث عشر الهجري».

ويعود مسمى القصر إلى «مدفع عظيم كان منصوبا داخل أبنية القصر، يطلق عليه «صاهود»، كما أشارت إليه بعض الكتب التاريخية. وكان الهدف من بناء «قصر صاهود» هو الدفاع عن مدينة المبرز من الغارات الخارجية. وتشير بعض المصادر في سنة 1891، الى أن «قصر صاهود» تحول مركزا للشرطة، بعد أن استولى العثمانيون على الاحساء للمرة الثانية. و«قصر صاهود» المبني على ربوة عالية عما حوله بشكل مستطيل يحوي ستة ابراج دائرية الشكل وسابع على شكل مستطيل.

ويرى الباحث خالد الفريدة، أن أهم الصفات المعمارية لـ«قصر صاهود» هي مادة البناء «طوب اللبن المجفف بواسطة أشعة الشمس.. وتستخدم معه نفس مونة الطين المستخدمة في صناعة الطوب، وتجهز الطينة التي تستخدم في اعمال البناء واللياسة والتخمير أكثر من ثلاثة أيام، يضاف إليه تبن الأرز الحساوي لكي يزيد من تماسكها، خاصة في أعمال اللياسة الخارجية للأسوار والجدران الداخلية والخارجية».

ويقول الفريدة ان القصر يتكون من الأسوار الضخمة «لحماية الأجزاء الداخلية، ويعتمد على بناء سور خارجي وآخر داخلي، يربطان مع بعضهما بجذوع من النخيل، بعد أن تلف عليها حبال ليف النخل».

ويوجد في القصر عدد من الأبراج للمراقبة وهي دائرية الشكل متصلة بالأسوار، وتعتبر أعلى نقاط القصر، إضافة إلى وسط السور الشمالي والجنوبي، بذلك يكون عددها ستة ابراج، بينما يختلف السابع الذي شيد على السور الغربي بشكل مربع، وهو يشرف على الباب الرئيسي للقصر.. وكان يصعد للابراج في الدور الثاني، بدرج، كما كانت كافة الأبراج مزودة بفتحات لإطلاق النار».

ويطلعنا الفريدة على اسرار هذا القصر «وما يحتويه من خندق عميق، حدد من الخارج بسور للحماية، و شيدت له بوابة خارجية على شكل برج، لكن الخندق دفن وأزيل سور الحماية الخارجي في فترة لاحقة، ولم يتبق سوى جزء من البرج».

وتتكون الأجزاء الداخلية للقصر من المدخل الرئيس ويقع في الجهة الغربية، تعلوه غرفة مراقبة، كذلك توجد ست غرف مختلفة المساحات، خمس للنوم، والسادسة مجلس للجند لكبر حجمها، أيضا غرفة المستودع وتقع في الركن الجنوبي الشرقي من جناح النوم. و بعد المدخل مباشرة هناك «بئر»، وبجوارها عدة أحواض تجمع فيها المياه المستخدمة في الشرب والغسيل والوضوء. وشيدت الأسقف والأبواب من جذوع النخيل التي غطيت بالحصر «البواري» ومن فوقها سعف النخيل أو البوص ثم طبقة من الطين، واستخدمت جذوع النخيل في تسقيف الاروقة بشكل افقي، كذلك المرازم، أما بالنسبة للابواب استخدمت فيها خشب الاثل الصلب.