«مشروبات العافية».. موضة لا تجلب العافية لأحد

أكثر من ثلثها سقطت في الإمتحان لاحتوائها على مواد مشعة

TT

تنصح مجلة «ايكو ـ تيست» الألمانية المعروفة من يبحث عن العافية بشرب الماء من الحنفية، لأن ما تسمى بـ«مشروبات العافية» قد تسبب لهم المرض. وأخضع خبراء المجلة 20 نوعا من «مشروبات العافية» السائدة في الأسواق الألمانية إلى الفحص وكشفوا عن وجود البنزول واليورانيوم والزرنيخ في أربعة أنواع منها. وتعتبر هذه من مواد مسببة للأورام السرطانية على المدى البعيد. كما انها تتواجد في مياه الشرب بنسب ضئيلة جدا حددتها السلطات الصحية الأوروبية، إلا أن ما عثر عليه خبراء «ايكو ـ تيست» في مشروبات الصحة يفوق الحد الأقصى بشكل كبير. ومنحت المجلة نوعين من مشروبات العافية درجة جيد وخمسة منها درجة «ضعيف» وأثنين درجة «فاشل». ونالت 7 أنواع درجة «مقبول» وأربعة درجة «مرضي». وهذا يعني أن اكثر من ثلث مشروبات العافية سقطت في امتحان العافية، وصار عليها أن تحسن اداءها. وعددت المجلة اسماء المشروبات التي تحتوي على المواد السمية والفاشلة واسم الشركات المنتجة لها، وهي مشروبات تستخدم الجينزنغ الصيني والشاي الأخضر والجينكغو وغيرها من المواد التي «تجلب العافية». الأدهى من ذلك هو أن طعم ورائحة المواد كانت اصطناعية وليست طبيعية. وانتقدت «اوكو ـ تيست» الشركات التي تعرض في دعاياتها التلفزيونية صور الفواكه الطبيعية وتستخدم في قنانيها مواد صناعية. مع ذلك كانت نسب «مواد العافية» ضئيلة إلى حد تعذر، في بعض النماذج، على العلماء تقصيها مختبريا.

ونقلت مجلة «دير شبيغل» الواسعة الانتشار عن السلطات الصحية الألمانية وجود مواد مشعة في نوعين من المياه الطبيعية المعبئة في ولايتي بافاريا والراين الشمالي. وقالت المجلة إن المياه تحتوي على اليورانيوم بنسب تزيد 33 في المائة عن الحد الأقصى المحدد من قبل السلطات الأوروبية. وتكتب الشركتان على قناني المياه «صالحة لتحضير حليب الأطفال» في حين أن نسبة المواد المشعة فيها تهدد صحة الطفل. وكشفت المجلة أسمي الشركتين والمحلات التي تبيع هذه المياه، إلا أن الشركتين قالتا انهما بصدد استخدام فلتر خاص لترشيح المياه من المواد المشعة.

وكانت السلطات الصحية في ولاية بادن فورتمبيرغ، عاصمتها شتوتغارت، قد منعت شركة المياه المعروفة «نورتنغن» بسبب ارتفاع نسبة اليورانيوم في المياه التي تنتجها. وثبت في اغسطس (آب) 2005 أن مياه نورتنغن تحتوي على 474 ميكروغراما يورانيوم/ في اللتر، أي ما يزيد عن 300 في المائة من النسبة المقررة من قبل الأمم المتحدة والبالغة 15 ميكروغراما في اللتر الواحد فقط. ويتسرب اليورانيوم إلى مياه الشرب من خلال المواد الفوسفاتية المحتوية على مركبات اليورانيوم في طبقات الأرض الصخرية. ومن الواضح أن هذا اليورانيوم يتسرب إلى المياه الجوفية من خلال أعمال تعدين اليورانيوم في المناجم ومن خلال محطات توليد الطاقة الكهربائية من المواد الذرية. وسبق للدائرة الاتحادية للبيئة أن قدرت معدل اليورانيوم في المياه الجوفية الألمانية بين 10ـ 100 ميكروغرام للتر.

وأجرت الدائرة الاتحادية للجيولوجيا والمؤسسات البيئية الاتحادية الأخرى اكثر من 1530 فحصا على نماذج المياه التي تباع في الأسواق وأرسلت النتائج إلى دائرة حماية المستهلك ودائرة الرقابة على المواد الغذائية. وتكشف هذه الفحوصات أن 97 في المائة من هذه المياه لا تشكل خطرا على البالغين إلا أن 56 في المائة منها تشكل خطرا على الأطفال الرضع لأنها تستخدم في تحضير المواد الغذائية للطفل. وتشترط السلطات الصحية الألمانية أن تكون المياه المستخدمة في تحضير أغذية الأطفال خالية تماما من اليورانيوم.

وسبق لشركات انتاج المياه أن اقامت الدعوى في ألمانيا ضد برنامج تلفزيوني ذكر أن مياه الحنفية أفضل من مياه التعبئة. وبعد تكليف فريق من العلماء بإجراء الفحوصات اللازمة، ألغت محكمة الدستور الاتحادية الدعوى وقررت أن مياه الحنفيات في ألمانيا أفضل من مياه شركات تعبئة القناني.