الحرب في العراق بعيني أسد

«فخر بغداد»

TT

قال برايان فوغان مؤلف القصص المرسومة عن أسلوبه «ابدأ أولا بشيء ما يغضبني أو يربكني ثم أكتب عنه. إنه شكل من المساعدة الذاتية». وفي يوم 13 سبتمبر (أيلول) ستصدر ماركة «فوغان» الشخصية للعلاج في شكل رواية مصورة عنوانها «فخر بغداد» وتدور حول أسود تهرب من حديقة حيوانات في العراق أثناء قصف أميركي. وقام برسم صور الرواية بشكل فاخر نك هنريتشون. وكان مصدر إلهام كتابتها أحداث حقيقية. وهي من أكثر أعمال فوغان المثيرة للأشجان ومملوءة بحكايات تنتمي إلى أدب الخيال العلمي وأبطال خارقين وظواهر خارقة للطبيعة.

وقال في مقابلة هاتفية جرت معه في الفترة الأخيرة، إن فكرة «فخر بغداد جاءت من مشاعر كثيرة متعارضة حول الحرب». وأضاف أن الكتاب هو «حول التعامل مع هذه الأسئلة».

تبدأ الرواية المصورة بمشهد لأرض نصف مزروعة جففتها الشمس المحرقة، وهناك يواجه أسدٌ يشعر بالضيق طيرا يظل يردد: «السماء تسقط». لكن أي تشابه مع حكايات ديزني الخاصة بالأطفال تنتهي في الصفحة اللاحقة: فالسماء الهادئة تضج بثلاث طائرات مقاتلة أميركية؛ وينكشف المشهد الغريب في كونه حديقة حيوانات؛ وتظهر عينا الأسدِ مملوءتين بالانفعال».

لكن المشاعر التي ظلت تتركها قصص فوغان المتميزة بروح دعابة معتدلة تحولت هنا للتعامل مع واقع مروع وعنف.

وقال الكاتب فوغان «أنا أريد أن أنقل الشعور القائم في الحياة: في لحظة هناك مناخ مرح وفي اللحظة الأخرى هناك مشهد مريع. أنا لا أريد أبدا من القراء أن يشعروا بالراحة أو أن يشعروا أنهم يقرأون نصا كوميديا أو درامياً. فالحياة ليست فقط هذه العناصر. الحياة هي توازن من كل هذه العناصر».

لذلك، فإن العنصر الكوميدي الذي يقدمه البطل علي، الشبل، يتوازن معه الموت القاسي لزرافة. إنها لحظة هادئة تلك التي يتم فيها عقد اتفاق ما بين الأسود والغزلان تقابلها معركة دامية تجري مع القردة، والمشهد الخلاب لخيول عديدة تمضي راكضة بدون اتجاه تقابله خرائب المدينة التي صعقتها الحرب.

واستخدم فوغان، 30 عاما، عن قصد حيوانات لتقديم وجهات نظر متعددة عن العراق في زمن الحرب ولعرض الرسالة العاطفية لقصته. وقال «انه لمن الصعب تماما التعاطف مع ضحايا الحرب الأجانب. ومن الصعب على الدوام التواصل مع الآخر. وللحيوانات طريقة في عبور تلك الهوة».

وقال «أعتقد اننا كنا نسعى الى استثمار هذا الوضع الى درجة معينة. فليس للحيونات عرق او عقيدة. ولذا، فان لدينا صلة بها لا يمكن ان نقيمها مع الآخر».

وربما كانت «مفخرة بغداد» رواية فوغان المصورة الطويلة الأولى، ولكنها، في الواقع، ليست مختلفة عن مواضيع يتناولها في كتبه الكوميدية الأخرى. واثنى راندي لاندر، ناقد الكتب الكوميدية المعروف على الانترنت، على مرونة فوغان، مقدرا قابليته على كتابة الرواية العلمية والمغامرات والقصص السياسية والدراما البوليسية. وقال ان «أسلوب فوغان يتوجه الى القارئ العادي مثلما يتوجه الى قارئ الأعمال الكوميدية الرفيع المستوى».

وشأن «مفخرة بغداد»، فان كل كتاب في سلسلة فوغان الشهرية يحفزه تعليق اجتماعي. فكتاب (واي: الرجل الخير) كان، كما قال المؤلف، استجابة لـ«الفارق في الجندر» في اميركا، و(الماكنة السابقة) تدور حول بطل خارق يصبح رئيسا لبلدية نيويورك في عالم ما بعد الحادي عشر من سبتمبر، وقد «ولد من شعوري بالاحباط تجاه الزعماء السياسيين».

وفي اطار تنوع نشاطه وجد فوغان وقتا لكتابة «الدكتور سترينج»، وهي سلسلة محدودة تبدأ في الشهر المقبل، وكذلك سلسلة «الهاربون» المحدودة التي تصور بطلا خارقا من راية «المغامرات المذهلة لكافاليير آند كلاي» التي كتبها مايكل تشابون، والتي حازت جائزة بوليتزر عام 2000. وفي موقعه على الانترنت اثنى تشابون على فوغان باعتباره «افضل كاتب شاب في مجال الكوميديا الحالية».

* خدمة «نيويورك تايمز»