حتى الخياطة الراقية لم تسلم من عمل جواسيس الحروب

من خلال الفساتين والقبعات والاسكتشات

TT

في كتب التسلية التي تباع حاليا في الأسواق ويستعملها الصغار في اختبار قدراتهم اللغوية، توضع اشكال مختلفة من النقاط المبعثرة وعند ايصالها ببعض تتحول هذه الى كلمات مفهومة وواضحة. وتوصيل المعلومات للعملاء في عالم الاستخبارات لم يقتصر فقط على الحبر السري او ايجاد كلمات مبعثرة في عدة صفحات أو اسطر لرواية. وكما اظهرت ملفات الاستخبارات البريطانية «MI5» التي افرج عنها أمس، حسب القوانين المعمول بها، والتي تطول 60 عاما أحيانا، وكما هو الحال هنا، استعمل العملاء البريطانيون والألمان الأزياء وصناعة الخياطة الراقية في توصيل المعلومات والتجسس. وأوضحت هذه الملفات انه تم اكتشاف هذه الشفرات بعد القبض على جاسوسين لالمانيا عام 1942 وكانت المخابرات البريطانية قد حاولت لمرات عديدة كسرها. وكان ديفيد بيتري رئيس الجهاز المكلف بمكافحة الجواسيس اثناء الحرب قد وصف الفشل بأنه «أمر مزعج»، كما ذكرت وكالة رويترز في تقريرها أمس.

وأوضحت ملفات لأجهزة الأمن البريطانية أزيحت عنها الستار أمس ان جواسيس ألمان كانوا يمررون معلومات عسكرية حساسة بالشفرة عبر نقوش ورسوم على احدث صيحات الملابس ابان الحرب العالمية الثانية.

وكان الجواسيس يأملون ان ينجحوا في خداع اجهزة مكافحة التجسس في الدول الحليفة بالرسوم التي تبدو غير مثيرة للريبة عن طريق استخدام «شفرة مورس»، ولكن مسؤولين في الخدمة السرية البريطانية كشفوا الخدعة ومنحوا الرقباء دليلا لكسر الشفرة من اجل اعتراض المعلومات.

وخرج الى العلن لأول مرة كتاب وهو جزء من ملفات للخدمة السرية ويشمل مثالا على الكود المخفي داخل رسوم ثلاث عارضات ملابس صغار السن. وكما يظهر الرسم، الذي اخذ من كتاب للاستخبارات البريطانية ووزع على عملائها، ان النقاط التي زين فيها الفستان «يمين» تصبح جملة مفيدة تقول «تعزيزات عالية متوقعة للعدو خلال الساعة»، وذلك من خلال عددها.

كما ان هناك جملة مشفرة من خلال توقيع المصممة ماري هيلين شو، والتي تبين للعميل بعض المعلومات بخصوص اسم معركة في فرنسا. واستخدم الحبر السري وثقوب الدبابيس والفراغات في خطابات من اجل توصيل معلومات تفصيلية عن تحركات القوات والغارات الجوية وعمليات بناء السفن. وأخفى جواسيس شفرات في نوت موسيقية وتحركات قطع الشطرنج ورموز اختزال متنكرة على هيئة كتابة عادية بخط اليد.