صحيفة «ذا لندن بيبر» تنافس الصحف المسائية بالمحتوى الشبابي والتوزيع المجاني

في تنافس محموم على قارئ الفترة المسائية

TT

اقتحمت جريدة «ذا لندن بيبر» عالم الصحافة بإصدارها الجديد مساء الاثنين الماضي، لتكسر الاحتكار الذي تمارسه صحيفة الـ«ايفنينغ ستاندرد» المسائية منذ عام 1980 والمملوكة من قبل مجموعة «اسوشييتد نيوزبيبرز» ـ المجموعة البريطانية التي تصدر صحيفة «ديلي ميل» اليومية.

صدرت جريدة «ذا لندن بيبر» المسائية المجانية في 48 صفحة ملونة يجري توزيعها في محطات المترو والمواصلات العامة، لتزاحم جريدة الـ«ايفينج ستاندر» التي تباع بنصف جنيه، وأصبح على القارئ الاختيار بين صحيفة مجانية جديدة وبين صحيفته التي اعتاد عليها مقابل النقود.

ويقف وراء هذا المشروع امبراطور الإعلام العالمي، روبرت ميردوخ، من خلال شركة «نيوز إنترناشونال»، الذراع البريطانية لشركة «نيوز كورب» العملاقة. وذكرت المتحدثة الإعلامية باسم الجريدة لـ«لشرق الأوسط» أن توزيع الجريدة لاقى رواجا منذ اليوم الأول لتوزيعها، مشيرا الى أن التوزيع يبدأ من الساعة الرابعة والنصف وحتى الساعة الثامنة والنصف مساء وهي الأوقات التي تتزامن مع خروج الموظفين من العمل، وقالت المتحدثة الإعلامية إن الجريدة موجهه لمن يريد الاحتفاء بلندن باعتبارها واحدة من أعظم المدن في العالم، وتسعى الجريدة في مضمونها التحريري الى تأكيد هذا المعنى وإبرازه. وقال المدير العام للجريدة، إيان كلارك، إن أبحاث السوق أشارت الى فجوة في الصحافة المسائية، وتعمل جريدة «ذا لندن بيبر» الى سد هذه الفجوة، وتطبع الجريدة 400 ألف نسخة ويقوم بتوزيعها 700 شخص في وسط لندن ومنطقة كناري وارف، وتتوجه الى شريحة القراء بين 18 ـ 34 عاما. وأوضح المدير العام للجريدة أنها تعتمد على طاقم صغير يتكون من 70 موظفا، بينهم 40 صحافيا.

والتحدي الأكبر الذي ظهرت فيه الجريدة الجديدة هو كونها مجانية، فيما الـ«ايفنينغ ستاندرد» التي يحرص الكثير من أهالي لندن على شرائها في طريق عودتهم الى المنزل مساء ليس كذلك. وتبيع الستاندرد 310 آلاف نسخة في أيام صدورها التي تمتد من الاثنين الى الجمعة.

وحاليا تسيطر على سوق الصحف المجانية في لندن صحيفة «مترو»، التي أطلقت عام 1999 والتي تطبع 550 نسخة يوميا، وهي متوفرة في معظم محطات القطار والأنفاق، إلا أنها لن تكون عائقا أمام «ذا لندن بيبر» لأن «المترو» صحيفة صباحية. وفي سبتمبر (أيلول) الماضي انطلقت صحيفة «سيتي إي إم»، وهي صحيفة صباحية مجانية كذلك، ولكنها اقتصادية... فيما تصدر صحيفة الـ «ايفنينغ ستاندرد» طبعة مصغرة وقت الظهيرة تدعى «ستاندرد لايت» تتوفر في أماكن مختارة وباتت توزع مجانا أخيرا.

ويأتي إصدار جريدة ذا لندن بيبر في وقت تسود فيه نغمة حزينة في الأوساط الصحافية على مستقبل الجريدة، حيث يعتقد عدد من الخبراء أن موقف الصحيفة الورقية يضعف أمام سطوة الصورة التلفزيونية والنقل المباشر للخبر من خلال المواقع.

ورغم ذلك يراهن رئيس تحرير الصحيفة الجديدة، ستيفانو هاتفيلد، على نجاح جريدته اعتمادا على محتواها. وقال في مقابلة صحافية مع جريدة «برس غازيت» انه يستهدف الوصول الى جميع الشرائح الاجتماعية والعمرية والديمغرافية، وان هناك فجوة ستغطيها جريدة «ذا لندن بيبر» المسائية لتصل الى الناس ممن يعملون ويعيشون في لندن. ووصف منافسة الجرائد المجانية الأخرى بأنها مرفهة، وان دراسات أثبتت أن الناس لا يقرأون كثيرا في المساء وأنهم يريدون الملخص والفكرة الموجزة والتسلية. يذكر ان للمشروع أهمية أخرى بالنسبة لميردوخ، فصحيفة «ذا لندن بيبر» تعد أول صحيفة تطلقها مجموعته في لندن من العدم، لأن جميع الصحف البريطانية الأخرى التي تملكها المجموعة مثل «التايمز» والـ «صن» والـ «نيوز أوف ذا وورلد»، كانت موجودة أساسا وكان ما فعله هو أن اشتراها وطورها. وتوقع خبراء أن يجبر هذا التطور في المنافسة صحيفة الـ«ايفنينغ ستاندرد» على التحول الى مجانية، بحسب ما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية، وذلك لكي لا تفقد سيطرتها على سوق «الصحف المسائية».