مترجم بريجينيف يصدر كتاباً عن قطار الملوك والجواسيس

قصص غرام ودسائس ولقاءات في قطار الشرق السريع

TT

في كتاب مثير صدر هذا الاسبوع في باريس بعنوان «رواية قطار الشرق السريع» يجمع الكاتب الروسي فلاديمير فيدوروفسكي كل الوقائع والأساطير التي حيكت حول ذلك القطار الذي كان وسيلة السفر المفضلة لا للملوك والنجوم فحسب، بل للجواسيس والمغامرين والغانيات الحالمات بصيد سمين. والمؤلف الذي كان فيما مضى مترجماً لبريجينيف ثم ناطقاً بلسان يلتسين، انتقل للعيش في فرنسا وحصل على جنسيتها بايعاز خاص من الرئيس شيراك الذي كان قد تعرف عليه أثناء عمله مع يلتسين. وهو يعمل اليوم محاضراً حول حقبة الحرب الباردة ويؤلف كتباً رائجة عن أسرار التاريخ الروسي المعاصر. ويمكن للقارئ المستجد في دهاليز التاريخ أن يجد في الكتاب معلومات مشوقة عن قصص الغرام والدسائس واللقاءات التي جرت في قطار الشرق السريع.

ففي العربة رقم 2419 وقّع الماريشال فوش اتفاقية الهدنة التي أنهت الحرب العالمية الاولى في 11/11/ 1918. وبعد حوالي 20 سنة على هذا التاريخ، مع اندلاع الحرب العالمية الثانية، استقدم هتلر العربة ذاتها الى برلين وفيها استقبل المفوضين الذين أرسلهم الجنرال الفرنسي بيتان للتوقيع على اتفاقية استسلام بلاده لشروط ألمانيا. وتتوالى في الكتاب أسماء ارتبطت بتاريخ القطار الأفخم في العالم، مثل الجاسوس المستشرق لورنس العرب وزميلته الجاسوسة ماتا هاري، ومصممة الأزياء الفرنسية الآنسة كوكو شانيل، والرسام بيكاسو الذي رسم نقوش ستائرالقطار، والأديب الفنان جان كوكتو الذي كتب قصائد فيه، والممثلة الألمانية مارلين ديتريش التي عاشت في القطار قصة حب مثيرة، والروائية البريطانية أغاثا كريستي التي استوحت واحدة من أشهر رواياتها من رحلة في قطار الشرق السريع. كما يروي لنا المؤلف كيف أن الزعيم الشيوعي تروتسكي وضع قواعد تشكيل الجيش الأحمر السوفياتي بينما كان يقوم برحلة في هذا القطار.

وبعد أن كان قطار الشرق الذي رأت شركته النور عام 1884 بشيراً باوروبا الموحدة التي لا تقطع أوصالها الحدود، يمر بأراضيها من أقصى الغرب في لندن وباريس ويتوقف في أبرز مدنها كبرلين وبراغ وفيينا وبلغراد وبودابست وصوفيا حتى اسطنبول وانقرة في تركيا، قامت في وجه مسيرته عراقيل شتى بسبب الحرب العالمية الثانية وسيطرة الألمان على الشركة التي تديره. ويشير الكتاب الى أن كارول الثاني، ملك رومانيا، تمكن رغم الاجتياح الألماني من النجاة بحياته وحياة اسرته وذلك بربط قطاره الخاص بمؤخرة قطار الشرق السريع، بعد تنازله عن العرش في صيف 1940، ولم ينس اصطحاب عشيقته التي تنكرت في زي طباخة. وللدعاية لكتابه الجديد دعا المؤلف نخبة من الشخصيات الباريسية الى نزهة في قطار الشرق السريع، أو ما تبقى منه.