قصة إسلامية تجسدها لوحات سوزان باعقيل في معرضها بجدة

للتعبير عن تاريخ إسلامي حافل بدءا من غار حراء

TT

في الوقت الذي اجتمع فيه وزراء إعلام العالم الإسلامي في قصر المؤتمرات بجدة كانت قبلة المسلمين الأولى حاضرة امامهم من خلال عدسة المصورة الفوتوغرافية سوزان باعقيل التي استطاعت أن توازي بعدستها الثاقبة الحضور الوجداني لمهوى الأفئدة في قلوب المجتمعين من خلال صور التقطتها كاميرتها التي تجولت في الأماكن المقدسة، في مكة المكرمة والمدينة المنورة، فيما زينت الكلمات النورانية «الله» و«محمد» ضوءا استطاع أن يتسلل عبر العيون الحاضرة ليستقر بكل طمأنينة في القلوب.

لم تكن اللوحات سوى محاولة استطاعت فيها باعقيل أن تجسد جملتها التي كانت تكررها على مسمع من جميع المارة في أروقة المؤتمر «الإسلام جمال وصورة سلام»، هذا الجمال الذي تحدثت عنه باعقيل كانت اللوحة الأكبر تجسيدا له كما قالت، مضيفة «هذه الصورة التي التقطت في شهر رمضان لجموع المصلين من السطح مرورا بالمسعى حتى الساحات الداخلية للحرم المكي في هذا المنظر المهيب وبهذا الشكل التكويني للصفوف ليس سوى دليل على جمالية روح الإسلام».

قدرة كلمة التوحيد «لا إله الا الله» التي استطاعت توحيد هذه الصفوف بدون الحاجة لتدريب يستمر لعدة شهور على اتقان الوقوف بهذا الشكل الدائري، كما أشارت سوزان باعقيل في حديثها «ما يحصل في افتتاح الأولمبياد من عروض تأخذ شهورا للتدريب فيما استطاعت لا إله الا الله على توحيد الصفوف في ظل اختلاف الأعراق والألسنة واللهجات وهو دليل حي على روح الإسلام».

المعرض الذي حوى 20 لوحة اسلامية، خمس منها جسد فيها الحرم المكي والباقي توزع حول مدينة الحبيب المصطفى، بالإضافة الى الصور الجمالية الإسلامية التي حاولت باعقيل تلمسها عبر عدستها، ولفتت اليه أنظار الحاضرين، فيما اتخذ وزير الإعلام السعودي اياد مدني من «فجر المدينة» إحدى لوحات المعرض تذكارا تحمله الوفود المشاركة في المؤتمر ملفوفا بعبق المسك والعنبر معتقا بماء زمزم.

وتأتي لوحات المعرض كأنها قصة بعدسة مصورة أجادت انتقاء لوحاتها لتعبر عن تاريخ اسلامي حافل بدأته من غار حراء، المكان الذي تحملت لأجله عناء الصعود اليه ثلاث ساعات ونصف لأجل تصويره، فيما تركت للريشة حرية المرور عبر الأماكن الضيقة في اللوحة في نوع من الغزل بين العدسة والريشة، مرورا بتصوير جوي ركزت فيه العين الثاقبة لباعقيل على مركز الأرض، مكة المكرمة، لتعيش عبر اللوحة حالة من التأمل للبلد الحرام ولتنتقل من بعدها إلى الداخل، حيث أروقة الحرم المكي وساحاته في أكثر من لوحة فوتوغرافية تزيد من حالة العشق للمكان التي تعتريك كلما أمعنت النظر أكثر فيما تخالجك بعض مشاعر الغبطة لساكني المكان وحظوتهم بالقرب منه والعيش في ظلاله.

المسبحة والنور القرآني في معرض باعقيل جانب آخر من قصة عشق الأمكنة المقدسة حيث لا يمكنك وأنت تعبر لوحات المعرض بعينيك إلا وتتذكر آيات التسبيح والتكبير والتهليل التي تجسدها لوحة المسبحة لتفيض اللوحة التي بجانبها بنور قرآني كلمته الحق «الله»، ولتكتمل قصة اسلامية لم تجد باعقيل في قصة لوحاتها ختاما اجمل من «محمد»، اللوحة التي زادت ضياء معرضها لتنعكس في بريق العيون التي كانت تتم بالصلاة على سيد المرسلين كلما وقعت عيناها على «محمد».