قدم الكوميديا الراقية.. أضحك الأجيال فبكى لفراقه الجميع

الفنانون يؤكدون هول الصدمة وشويكار انهارت

TT

سادت حالة من الحزن في الوسط الفني في مصر أمس بعد انتشار خبر وفاة الفنان الكوميدي فؤاد المهندس الذي وافته المنية في السادسة من صباح أمس السبت. فما بين فنان شاركه احد الاعمال الفنية، وما بين آخر رافقه في بعض سنوات عمره وما بين ثالث ارتبط به بحالة صداقة. تباينت ردود الافعال التي اشتركت في طغيان حالة من الحزن عليها.

وقد حاولنا في «الشرق الاوسط» الاتصال بالفنانة شويكار الا ان هاتف منزلها وهاتفها الجوال كانا مغلقين الا ان المحيطين بها أكدوا أنها انهارت عند سماعها خبر الوفاة قائلة إنها فقدت رفيق عمرها الذي لن تعوضه حتي تلقاه.  أما الفنان عزت العلايلي فأكد لـ«الشرق الاوسط» انه كان على اتصال في الفترة الاخيرة بالفنان الراحل الذي أثرى الحياة الفنية والكوميدية في مصر والعالم العربي، وأضاف قائلا: إنا لله وإنا إليه راجعون.. انه حدث جلل يؤكد فقدان مصر لفنان قلما يسهل وجوده حيث تميز بالالتزام والاخلاق التي بتنا نتحدث عن ضياعها هذه الايام. المرحوم كان يرفض اي عمل يشعر انه لن يضيف الى تاريخه، وعندما شعر بالجحود ونكران الجميل ممن قدم لهم يد العون لم يفضحهم ولم يعلن نكرانهم الجميل ولكنه فقط حزن وإنعزل عن الجميع مداريا حزنه في دموعه التي لم يكن يراها سوى المقربين منه. ولا أملك الان سوى ان أطلب له الرحمة من رب العالمين وأن يسكنه فسيح جناته.

الفنان حسين فهمي قال لـ«الشرق الاوسط»: في رأيي أن فؤاد المهندس من أعظم كوميديانات العالم وقد نجح في أن يخلف أستاذه الذي طالما حمد له جميله الاستاذ نجيب الريحاني كما لم ينكر فضل الاستاذ مدبولي عليه. وكثيرا ما أمتعنا بأفلام ومسرحيات ما زالت تضحكنا حتى الان. أنا شخصيا أحرص على مشاهدة أعماله التي كان بها نوع من الرقي الذي ابتعد عن الاستخفاف بالناس وبعقليتهم. كما قدم لنا الكوميديا النابعة من الموقف لا من النكات والافيهات كما يحدث في هذه الايام.

الفنان يونس شلبي قال: إنه بكي عندما سمع الخبر مؤكدا أن قدر الكوميديان أن يضحك الناس في الوقت الذي تذرف فيه عيونه الدموع. والفنان فؤاد المهندس كان كثيرا ما يبكي حيث كان رقيق المشاعر ولا أنسى مؤزرته لي عندما عملنا معا في مسلسل «عيون» الذي شهد أول لقاء لي به. وعندما مرضت واشتد علي المرض أخيرا كان كثيرا ما يتحدث الي ويخفف عني آلام المرض.

الفنانة ماجدة الصباحي قالت لـ«الشرق الاوسط»: لقد فقدنا اليوم فنانا من الزمن الجميل ولن أنسى حينما عرضت عليه العمل معي في فيلم «ونسيت أني إمرأة» الذي قدمناه سويا منذ عدة سنوات. فعندما عرضت عليه الفكرة وافق بلا تردد دون أن يقرأ السيناريو كعادته أو يسأل عن أجره أو مساحة دوره. وقال لي: إن عملا تقدمه ماجدة الصباحي لا بد أن يكون على مستوى عال من الجودة ولست بحاجة لمعرفة كل التفاصيل التي تتحدثين عنها. الفنانة ميرفت أمين التي التقت فؤاد المهندس في الجزء الثاني من فيلم «أخطر رجل في العالم» قالت: رحمه الله كان يفجر الضحكات أثناء التصوير وكان الجميع يضطر لأعاده تصوير بعض المشاهد بسبب مواقفه الساخرة وقفشاته التي لا تنتهي والتي تجعل فريق العمل وانا منهم نغرق في الضحك. وقد عرفته عن قرب عن طريق صديقتي الفنانة شويكار التي شكلت معه ثنائيا فنيا وإنسانيا رائعا وظلت مواظبة على زيارته والسؤال عنه وفاء لتلك العلاقة القوية التي جمعتهما لهذا أتوجه لها بالعزاء أولا ثم للفن المصري الذي فقد واحدا من أكبر نجومه وان كنت اعتقد أن أعماله الكوميدية الراقية ستخلده وسيبقى بيننا دائما بفنه.