في آخر محطاته حلّ معرض «ليوناردو دافنشي.. الخبرة والتجربة والتصميم» على متحف فيكتوريا والبرت في لندن. المعرض يضم مجموعة من اعقد تصميمات ليوناردو التي تعكس رؤيته لحركة العالم. والمعروف ان ليوناردو دأب في عمله على ربط وإعادة ربط المكونات الأساسية وتحويلها الى وسائل ما تزال تدهش الناس ببساطتها وقوة تأثيرها. وبعض وسائله تشكلت في عصره، بما في ذلك الفارس الآلي الذي يفترض انه كان يحرك ذراعيه ورأسه وفقا لحركات الآلية الداخلية. وهناك وسائل أخرى جرى تخيلها ولكنها لم تنفذ على الاطلاق: سفينة طائرة تتحول اشرعتها في الهواء مثل البراغي، وأجنحة هائلة تستند الى هياكل تشريحية لخفافيش وطيور قد تمنح الانسان موهبة الطيران.
ويمكن رؤية مسعى ليوناردو لصياغة نوع من مفردات ميكانيكية. فلم يكن يبحث عن القوانين المجردة الشاملة بالطريقة التي فعلها نيوتن. كان يكشف عن عناصر معمارية وميكانيكية ملموسة يمكن ربطها وتحويلها الى أشياء اكثر غرابة ورفعة. فهناك ماكنة بسيطة تحول الحركة العمودية الى حركة جانبية، والكثير من تلك المكائن ومصادرها موجودة في دفاتر الملاحظات التي احتفظ بها.