كبوات العارضات

لندن: جميلة حلفيشي

TT

في عام 1993، وخلال عروض باريس، تحولت حادثة كان من الممكن ان تقضي على مستقبل العارضة السمراء، ناعومي كامبل، إلى ضربة حظ، حيث ارتفعت اسهمها بشكل صاروخي، وتناولت صورها كل وسائل الإعلام العالمية آنذاك. الحادثة ببساطة انها حين كانت تمشي الهوينا على منصة عرض في حذاء بلاتفورم في غاية العلو (8 بوصات) من تصميم فيفيان ويستوود فقدت توازنها وسقطت على الارض. وبدلا من ان ترتبك انفجرت بالضحك، خصوصا حين اكتشفت انها لن تتمكن من الوقوف من دون مساعدة. وهكذا تحولت اللقطة إلى صورة أيقونية في ارشيف الموضة، وتحول على إثرها الحذاء المعني إلى تحفة فنية لها قصة جالت العديد من متاحف العالمية قبل أن يستقر أخيرا في متحف ياباني. الحذاء ليس الوحيد الذي اكتسب أهمية، فناعومي أيضا كسبت حينها تعاطف الجمهور ووسائل الإعلام، لأنها أظهرت روحا رياضية من جهة، ولأنها زودتهم بصورة رائعة من جهة ثانية. والآن بعد مرور 13 عاما على هذا الحادث، ما زالت ناعومي أشهر من سقطت على منصة عرض عالمية بشكل مسرحي وطريف، لكنها ليست الأخيرة، بدليل ما تتعرض له بعض العارضات من «كبوات» بسبب الأحذية التي يفرض عليهن ارتداؤها في آخر لحظة، وتكون في الغالب مصممة بشكل غير مريح أو معقول، لأن الغرض منها الإثارة اكثر من الراحة، هذا عدا انها قد لا تكون في بعض الحالات على مقاسهن، فهي إما ضيقة جدا أو واسعة مما يجعلهن يمشين مثل النعامات. مما يزيد الطين بلة بالنسبة لهؤلاء انهن لا يجنين من هذه السقطات سوى الألم والحرج، فليس هناك من واحدة استطاعت ان تحول مصابها إلى فائدة وشهرة كما كان الحال بالنسبة لناعومي كامبل، ما يؤكد ان الحظ لا يطرق كل الأبواب.